الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا تختلف طريقة تعامل الرجل مع الفتاة بحسب ما ترتديه؟

السؤال

السلام عليكم

لكل أعضاء الموقع الرائع والقريب إلى القلب -إسلام ويب-، تركت مكافأتكم على الله عزوجل، وشكراً على كل ما تقدمونه.

سؤالي عن طبيعة الرجل: لماذا بعض الرجال يتعامل مع الفتاة المحترمة والمتدينة باحترام وتدين، فمثلاً يغض البصر، ولا يتكلم معها في غير الأمور المهمة، ثم يعامل الفتاة المنفتحة بانفتاح وطريقة مختلفة تماماً عن طريقته مع الأولى، وتُناقضها في بعض الأحيان؟ أليس الطبيعي أن يلزم الإنسان طريقةً واحدةً فقط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صافي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل-، وشكرًا لك على الثناء على الموقع، ونحن نشرف بك وبأمثالك من الأذكياء أصحاب الأسئلة الرائعة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

هذا سؤالٌ جميلٌ جدًّا، ونحن نريدُ أن نُجيب عنه في نقاط:

النقطة الأولى: الفتاة الشابّة، الملتزمة، المحترمة، والمتدينة تُجبر جميع الناس على احترامها، وهذا من إعجاز هذا التشريع الذي هو الحجاب، ومن إعجاز هذه الشريعة، لأن الله قال: {ذلك أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤْذيْن}، فما من فتاةٍ محجّبة متديّنة منتقبة إلَّا وتجد الاحترام، وصدّقني: هذا الاحترام يكون من المسلمين ومن غير المسلمين، وإليك قصة تلك الفتاة اليهودية التي ضايقها اليهود، فحلقت شعرها كالرجال، فازدادوا بها تسلُّطًا وتحرُّشًا، فلبست النقاب، فأفسحوا لها الطريق، فأسلمتْ ودخلتْ في دين الله، {ذلك أدنى أن يُعرفنَ فلا يؤذين}، فالمرأة المتديّنة حقيقةً تُجبر الرجل على احترامها.

الأمر الثاني أيضًا، هو: أن الفتاة المتبرّجة هي التي تدعو لنفسها، وهي تُشجّع الآخرين على العدوان عليها، وهي تُعلن أنها لا تلتزم، وأنها إنما أرادت أن تعرض جمالها ومفاتنها، وكلُّ ذلك يُسلّط عليها السفهاء والمتحرّشين، وبالتالي الأمر طبيعي جدًّا في هذا الاتجاه.

النقطة الثالثة وهي المهمة: ضرورة أن يلتزم المسلم في كل الأحوال، حتى ولو كانت الفتاة مُقصّرةً فما ينبغي للرجل أن يُقصّر؛ لأن هذا ليس عُذرًا، لا يعني إذا وجدت المتبرجة أن أتوسع معها، وإذا وجدتُ الملتزمة أن أتحفظ معها؛ هذا لا يصح! لأن الإنسان ينبغي أن يدخل في السلم كافّةً، ينبغي أن يُطبّق الإسلام مع كل إنسان، ومن الناس أيضًا مَن يتعامل مع بعض الناس، تجد الفتاة تستحيي من فلان ولا تستحيي من فلان، قد تحتجب من الذين يمشي في الشارع، ولا تحتجب من أبناء عمومتها، وهذه كلها أمورٌ هي خللٌ في التديُّن، بل هو تديُّنٍ أعرج، أن يلتزم الإنسان هنا ثم لا يلتزم في الناحية الثانية.

لكن أشرنا إشارات مهمّة في البداية، ونحب أن نقول: فعلاً من الطبيعي، بل من الواجب، بل من المطلوب شرعًا أن يلزم المسلم طريقًا واحدًا، وإن تعرَّتْ نساء الدنيا فعليه أن يغضّ بصره، ويُطبّق شريعة الله على نفسه وفي أهله، فليس هذا عُذرًا له إذا فسد الناس أن يفسد الإنسان، بل ينبغي أن يستمرَّ على الطريق الذي يُرضي الله تبارك وتعالى، لكن بلا شك وجود المُنتقبات والمُحجّبات فيه عونٌ للناس على الطاعات، ولذلك الفتاة المتبرِّجة تقع في جريمة كبيرة؛ لأنها تُوقع نفسها في المعصية، وتُوقع غيرها كذلك فيما يُغضب الله.

نسأل الله أن يهديَ بناتنا وشبابنا، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات