الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يغضب منا ويسبنا عندما نطلب منه الطعام، فماذا نفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

عندما نطلب من زوجي الطعام، يأتي به ويرمي الأكياس على الأرض بقوة، ومن قوة الرمي تتمزق الأكياس، وأيضاً يشتم ويعلو صوته، فكيف أتصرف معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، وأن يصرف عنك وعنه سيء الأخلاق والأعمال فإنه لا يصرف سيئها إلا هو.

لا شك أن الزوج هو المكلف بالإنفاق على أسرته، والشريعة تفرض هذا على الرجل، (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍۢ مِّن سَعَتِهِۦ ۖ) حتى لو كان ظرفه صعباً، قال العظيم: ( فَلْيُنفِقْ مِمَّآ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَا ۚ) وعلى المرأة أيضاً أن تكون مدبرة مرتبة لأمر زوجها، تعينه على حسن إدارة الحياة، وقد مدح النبي صل الله عليه وسلم نساء قريش فقال: (خير النساء ركبن الإبل صالحات نساء قريش، أحناه على ولد في صغر وأرعاه لزوج في ذات يد)، فالمرأة الأعود هي التي يعود نفعها على زوجها وتراعي زوجها من الناحية المالية، وتجتهد في حسن تدبير المنزل وحسن التدبير هو نصف المعيشة والاقتصاد مطلب.

ونحن ينبغي أن نجتهد دائماً في تجنب الإسراف، ونحافظ على أموالنا وما عندنا، مع ذلك فإننا نؤكد أن المرأة من حقها أن تطلب من زوجها، بل يجب للزوج أن يلبي الطلبات الضرورية كالغذاء، وأعلى من ذلك أن ينفذ الطلبات دون أن يطلب منه؛ لأن هذا مما أمره الله تبارك وتعالى به، وأرجو أن تسمحي لنا أن نسأل سؤالاً: يا ترى لماذا يفعل هذا الشيء، هل لأنه لا يملك الأموال؟ هل لأن الطلبات كثيرة؟ هل لأنه يلاحظ أن هناك إسرافاً في هذه الطلبات؟ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، سهل علينا بتوفيق الله إصلاح الخلل والعطب، ولذلك أرجو أن تكون الأمور بهذا الترتيب، بحيث نحن نطلب الأشياء التي نحتاجها، بالكمية التي نحتاجها، ونحسن إدارة ما تحت أيدينا، وحاولي أن تتعرفي ظروف الزوج، إذا كان ظرفه صعباً في المال فلا تكلفيه ما لا يطيق، لأن هذا مما يزعج الرجل وأيضاً بعض الرجال يتحرج في أن يتكلم مع زوجته بالوضوح حتى لا تحمل الهم معه، إذا كان لا يملك الأموال، ونسأل الله أن يعينه على الخير.

ومع كل هذا فإننا نؤكد المرة بعد المرة أن هذا السلوك من الزوج لا يقبل من الناحية الشرعية، بل ربما يفقده الأجر ويفقد الناس لذة هذه الأكياس والطعام الذي جاء به، والشتم لا يجوز، ورفع الصوت كذلك لا يجوز، أما التصرف معه فأرجو أن تبدؤوا بتهدئته عند ثورة غضبه، وتجنبوا الأمور التي تجلب هذا الغضب، وإذا هدأ ذكروه بالله تبارك وتعالى، معلوم أن الزوجة العاقلة إذا غضب زوجها فإنها تهجر المكان وتمسك اللسان حتى يعود إليه الهدوء، وعلى الغاضب أيضاً أن يعمل بالوصفة النبوية: بأن نتعوذ بالله من الشيطان إذا غضبنا، نذكر الرحمن نهدئ الأركان ونمسك اللسان، ونهجر المكان، نتوضأ، ونصلي، لأن الغضب من الشيطان، ونسأل الله أن يعينكم على تجاوز هذه الصعوبات، ونتمنى أيضاً أن تشجعي زوجك على التواصل حتى يعرض ما عنده، ليسمع الإجابة والتوجيهات من إخوانه الخبراء من الرجال.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً