الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود الثقة بين الزوجين وتأثير الشك بينهما على استقرار علاقتهما

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من خلال متابعتي لاستشارات الشبكة الإسلامية، وخاصة تلك المتعلقة بمشاكل الزواج، أحسست بأن الرجل لا يجب أن يمنح زوجته ثقة مطلقة، وأنه يجب أن يكون دائم الحذر والحيطة، فإن كثيراً من المشاكل المطروحة في الشبكة كانت الأجوبة تدل على أن طبيعة المرأة قابلة للانحراف بشكل أقوى بكثير من الرجل، حيث كان ضمن الجواب لإحدى الاستشارات التي قدمتها أن الزوجة إن لم تلاقي مني الحنان، يمكن أن تبحث عنه في مكان آخر، وكثير أيضاً من الاستشارات التي قرأتها في الشبكة كان جوابها فيه شيء من هذا.

أنا شاب متزوج من أقل من عامين، وأعمل غالباً حتى وقت متأخر، وزوجتي موظفة في إحدى المؤسسات الحكومية، وزوجتي أعرفها جيداً، وأثق فيها كثيراً، وهي صاحبة خلق ودين، ولكن مؤخراً صار موضوع الثقة يؤرقني، وصرت نوعاً ما شكاكاً! أنظر دائماً إلى الأرقام في جهازها الجوال، وأقرأ الرسائل التي عندها، وأسألها عن بعض الأرقام؟ محاولاً قدر الإمكان أن لا تحس بأني أشك فيها.

وصرت أيضاً أذهب إليها في العمل كثيراً، ودون موعد سابق، ربما تكون هذه الخطوات جيدة، ولابد منها؛ لأن الثقة لا تلغي الحذر، ولكن هذا شيء يزعجني، وأخاف أن يزعجها في يوم ما، إذا أحست بما أخشى منه.

وأيضاً في نفس السياق أصبحت ألاحظ مؤخراً أن زوجتي قد تغيرت في عملية الجماع، فقد تغيرت نحو الأفضل بالنسبة لي، ولكن أحياناً يدخل الشيطان في عقلي وأتساءل: لماذا هذا التغيير؟ وأقصد بالتغيير أنها صارت (محترفة) إن صح التعبير، وغالباً ما تقوم بحركات جديدة، لم نعتد عليها، فيراودني سؤال يؤرقني:

أين تعلمت هذه الحركات؟

وهناك أيضاً سؤال آخر أود طرحة هنا:

لماذا إذا أرادت المرأة السفر يجب أن يكون معها محرم، أما بالنسبة للرجل لا؟
هل المرأة غير جديرة بثقة زوجها، أم لأن الرجل قادر على ضبط نفسه والمرأة لا؟

ملاحظة: لم أر من زوجتي أي شيء يورد الشك إلا تلك الوضعيات الجنسية الجديدة، فهل هي مبرر للشك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك لك في أهلك، وأن يعافيك من هذا الشك، وأن يديم الثقة والمحبة بينكما.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي فهمته من كون الاستشارات بالموقع تشير بضرورة متابعة المرأة لأنها قابلة للانحراف بشكل أقوى من الرجل غير صحيح وليس على إطلاقه؛ لأن هناك من النساء من هن أقوى واتقى من مئات الرجال، وإنما القضية التي تحرص الشبكة على إظهارها ضرورة إعطاء المرأة حقها الشرعي في كل شيء كما أعطاها الله، حتى لا تتعرض لغواية وإفساد الشيطان لها، وذلك نظراً لطبيعتها.

فالواجب على الرجل أن يعطي المرأة حقها الشرعي في كل شيء، ويثق فيها بعد ذلك ثقة مطلقة، أما إذا قصر الرجل في حق امرأته فهذا هو الظلم والجور الذي قد يدفعها للانحراف، فما دمت تؤدي لامرأتك حقها الشرعي كاملاً من الأمن النفسي والعاطفي والجسدي وتحترم مشاعرها وتقدر ظروفها وتحتويها وتغمرها بعطفك وحنانك، فمن الصعب في مثل هذه الحالة أن تنحرف.

والواقع خير شاهد على ذلك، وحالات الطلاق والخلع التي تملأ المحاكم ما هي إلا صورة عملية تطبيقية لسوء العلاقة بين الزوجين، مما أدى بها إلى طلب الطلاق أو الخلع، أما المرأة التي تعيش حياة طبيعية فمن الصعب أن تنحرف أو أن تنظر إلى غير زوجها أو تطلب الطلاق.

وأما عن موقفك من زوجتك، فأرى أنك فتحت على نفسك باب الجحيم؛ لأن نار الشك لن تدعك حتى تأكل قلبك وأمعاءك وتدمر حياتك وتقضي على سعادتك، فما دمت لم تر من زوجتك ما يدعوا إلى الشك والريبة ولم تلحظ عليها تصرفات غير طبيعية وأنها ذات خلق ودين، فلماذا الشك والتجسس وتتبع العثرات؟!

وثق وتأكد من أنك إذا واصلت البحث والتنقيب ستدمر نفسك وأسرتك كلها، وسيجعلك الشيطان ألعوبة في يده، ويزين لك الأمر الطبيعي على أنه خيانة ولإجرام، فتوقف عن هذا فوراً وتب إلى الله واستغفره.

واعلم أن بعض الظن إثم، وأننا نهينا عن سوء الظن بالمسلمين، ولك أن تسأل امرأتك عن هذا التغيير في الجماع لاحتمال أنها رأت شيئاً أو سمعت من إحدى زميلاتها وأرادت إسعادك بذلك، وإلا لو كانت خائنة أو منحرفة لا قدر الله لحرمتك من جماعها أو تعاملت معك ببرود وعدم مشاركة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً