الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية منع النفس من النظر إلى المحرمات

السؤال

أنا رجل في الـ (35) من عمري، متزوج ولدي أطفال، ولكن لظروف العمل فإني أعيش بعيداً عن أسرتي ولا أراهم إلا كل فترة من الزمن، وخلال هذه المدة لا أستطيع منع نفسي من النظر إلى المحرمات.

أفيدونا أكرمكم الله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان أتعبته المناظر وامتلأت حياته بالحسرات وشعر بالضيق والآهات، وذلك لأن النظر سهم مسموم، وإذا كان السهم مسموماً فإنه يسمم كامل الجسد، وكذلك يفعل النظر بالقلب، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي حرمت النظر وأمرت المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم وحفظ فروجهم ورتبت على ذلك أطيب الثمار، من طهارة للقلوب وزيادة في الطمأنينة والإيمان، فقال سبحانه: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ))[النور:30].

وأرجو أن تتذكر أن صيانتك لعرضك تبدأ بصيانتك لأعراض وحرمات الآخرين، ولا يخفى عليك أن الواحد منا لا يرضى نظر الناس إلى محارمه ونسائه فكيف نرضى ذلك لغيرنا.

وليس في النظر للنساء خير، ولا يجني الإنسان من وراء ذلك إلا الأتعاب وضعف الأبصار وغضب الجبار وامتلاء الصحائف بالأوزار وهو مع ذلك لا يجلب الارتواء، ولكنه يسبب السعار والشقاء وقد أحسن من قال:

فإنك متى أرسلت طرفك رائدا ** لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا أنت قادر عليه ** ولا عن بعضه أنت صابر

ونحن ننصحك بمراقبة الله الذي يعلم السر وأخفى وهو سبحانه :( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) ولا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن تذكر عظمة من تعصيه، واعلم أن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلى النساء.

ونحن نتمنى أن يكفينا الله بحلاله عن الحرام، وأن يجمع بينك وبين أهلك وننصحك بما يلي:-

1- الابتعاد عن مواطن النساء.

2- شغل النفس بالمفيد والخوف من يوم الوعيد.

3- البحث عن عمل بالقرب من أسرتك أو نقلهم إلى مكان عملك.

4- ضرورة تجنب النظرة الثانية، فإنما لك الأولى وهي نظر الفجاءة ولكن عليك الثانية.

5- التعوذ بالله من الشيطان الذين يزين النساء في أعين الرجال.

6- التوجه إلى الله بصدق وإخلاص.

7- إدراك خطورة النظر إلى المحرمات فهو سبب للشرور وهو خصم على سعادة الإنسان وقد يتسبب في ضعف البصر والعجز الجنسي.

فاتق الله في نفسك، واعلم أنك تعصي الله وهو يراك، ولا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه.

ونسأل الله أن يغفر ذنبك وأن يستر عيبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد

    الله يزيدكوم ويحفظكم ويذيد من امثلكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً