الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تظنني أفعل أشياء محرمة وأنا لا أفعلها، فكيف أقنعها؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أن أمي تظن أني أقوم بأشياء محرمة، لكني لا أقوم بها، وقلت لها من قبل أني لا أقوم بهذه الأشياء ولم تصدقني، فماذا أفعل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hossam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب..

أولاً: نشكر لك -أيها الحبيب- حرصك على استرضاء أمك، وهذا من حسن إسلامك ورجاحة عقلك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وبراً وصلاحاً.

ثانياً: ينبغي أن تعلم -أيها الحبيب- أن المخاوف التي تعتري أمك باعثها الحب لك، والخوف عليك، والحرص على مصلحتك، فينبغي أن تتفهم هذا، وتبادل هذا الإحسان بالإحسان، فحاول أن تسلك كل السبل التي من شأنها أن تعزز ثقة أمك في سلوكك، وأنك بعيد عن الأمور المكروهة التي تظن أمك وقوعك فيها، ومن هذه الأمور ما ذكرته في سؤالك أنك تفعل أشياء محرمة، فتعزيز الثقة -أيها الحبيب- في أن تثبت لأمك خلاف ما تتوقعه منك.

وذلك بفعلك لأمور:
أولها: المحافظة على فرائض الله -سبحانه وتعالى- عليك، وأن ترى أمك منك الخير، كالمحافظة على الصلوات في جماعة ووجودك في مواطن الخير، كأن تقرأ شيئاً من القرآن في البيت وتحافظ على الأذكار ونحو ذلك؛ فهذا من شأنه أن يعزز ثقة أمك فيك، وتطمئن إلى أنك تسلك الطريق الصحيح.

ومن ذلك -أيها الحبيب- اختيار الرفقة الصالحة، من الشباب الطيبين، ولا سيما من المعارف والأسر التي لأمك فيهم صلة، فمن شأن ذلك أيضاً أن يعزز ثقتها في رفقتك وأصحابك وتشعر بالأمان والاطمئنان عليك، ومن ذلك أيضاً أن تكون متواجدًا في البيت في الأوقات التي يظن فيها انصراف الشباب إلى ما لا يحمد من الأفعال، فتعود إلى البيت مبكراً وتهتم بدراستك، فهذه سلوكيات وأشباهها من شأنها أن تعزز ثقة أمك فيك، مع التأكيد عليك بالقول وبيان أنك بعيد -إن شاء الله تعالى- عن كل محرم، وأنك محتاج إلى دعاء أمك، واشكرها على حرصها وخوفها عليك، وستصل -بإذن الله تعالى- من خلال هذه السلوكيات إلى تعزيز ثقة أمك فيك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً