الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي هواجس مقلقة تتعلق بالإنجاب والمستقبل، فما الحل؟

السؤال

أنا طالبة دائماً أفكر بالمستقبل، وكثيرًا ما أعيش حياة خيالية في ذهني مع أشخاص لا أعرفهم، أو أعرفهم ولكن ليس لي علاقة بهم.

أحب الحركة كثيراً أثناء سماع الأغاني، مع ذلك أنا مجتهدة في دراستي، ولدي عملي الخاص، وأفكر دائماً أني لن أستطيع الإنجاب في المستقبل، وهذا الأمر يقهرني جداً، أو أفكر أني أتعرض للخيانة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وتعوذي بالله من شيطانٍ همُّه أن يُحزن أهل الإيمان، واطردي عنك هذه الوساوس، واحمدي الله الذي ردّ كيده إلى الوسوسة، والإنسان ينبغي أن يحرص على ذكر الله، في كل الأحوال وفي الصباح وفي المساء، وعند الدخول وعند الخروج، وفي الأحوال التي علَّمنا إيَّاها رسولنا -صلى الله عليه وسلم-.

ولا تشغلي نفسك بالتفكير في هذه الأمور الخيالية، وأشغلي نفسك لما خُلقت لأجله من العبادة، ثم اجتهدي في شغل نفسك بالمفيد كالدراسة وغيرها، وتجنّبي الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد.

والمحافظة على العمل أيضًا والاشتغال به من الأمور التي تعينك على تجاوز هذه الأفكار السلبية، والأفكار الخيالية التي تهجم عليك.

أمَّا بالنسبة لمسألة الإنجاب في المستقبل وهذه الأشياء: أرجو ألَّا تفكري فيها قبل وقتها، الإنسان دائمًا لا ينبغي أن يبكي على ما فات، ولا يفكّر في الأمور التي لم تأته، فالإنسان لا يستطيع عبور الجسر قبل أن يصل إليه، ولذلك هذا فعلاً يُتعب الإنسان، فالمستقبل بيد الله تبارك وتعالى، والمؤمنة عليها أن تفعل الأسباب، ثم تتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

ودائمًا أمِّلي خيرًا، وفكّري في الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظك من الشرور ومن الأذى، والإنسان ينبغي أن يبذل الأسباب، ومن الأسباب المهمة التي تحفظ بها الفتاة نفسها:

أولًا: طاعتها لله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك).

ثانيًا: المحافظة على الصلوات، وخاصة صلاة الفجر، فإن مَن تصلي الفجر فهي ذمّة الله.

ثالثًا: أيضًا الحرص على الطاعات، والحرص على الالتزام بالحجاب والزي والمظهر، {ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين}، فالدنيا تُجبر على احترام الفتاة المحتشمة التي تحافظ على دينها، واحشدي نفسك مع رفقة صالحة تُذكّرُك بالله إذا نسيت، وتعينك على طاعة الله إن ذكرتِ، وأمّلي خيرًا، وأبشري بالخير، ونسأل الله الحافظ أن يحفظك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أمَّا بالنسبة لسماع الأغاني: فنتمنَّى أن تستبدليه بسماع القرآن الكريم، ومسألة الحركة أثناء سماع الأغاني أيضًا من الأمور التي أرجو أن تنتبهي لها وتجتهدي في تركها، ولا مانع من أن يتحرّك الإنسان، تتحرّكي في المجلس أو في المكان الخاص بك، الحركة المناسبة لك كأنثى، ولا مانع من أن تشغلي نفسك وقتها بالذكر، أو بعمل مفيد، أو بمراجعة الدروس.

وللفائدة راجعي هذه الروابط: (2484890 - 284593 - 2502699).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً