الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما نصيحتكم لي كي أستعيد تركيزي وأبتعد عن العادة السيئة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب بالثانوية العامة، واقتربت الامتحانات جداً، فأنا أشعر أنني لم أبذل كل جهدي هذا العام في الدراسة، ولكن ثقتي بالله عظيمة ومتفائل -بإذن الله- خيراً.

أنا أسعى تقرباً لله دائماً حتى في غير هذا العام، ولكن للأسف ابتليت منذ فترة قصيرة بالإباحية والعادة السرية، وأسعى جاهداً في كل مرة أن أبتعد عنها ولكن هذه المحاولات دائماً تفشل، فأنا أخاف ألا يوفقني الله لأجل هذا الذنب الفظيع، وأنا أصلاً لم أبذل جهداً جيداً في الدراسة، علماً بأنه تبقى أقل من شهر على الامتحانات.

ما نصيحتكم لي كي أستعيد تركيزي وأبتعد عن هذا الذنب؟ وهل يمكن أن يوفقني الله رغم فعلي لهذا الذنب؟
وفضلاً أسألكم الدعاء لي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك - ولدنا الفاضل - في موقعك إسلام ويب، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحول بينك وبين معصيته إنه جواد كريم.

وأما ما سألت عنه، فنحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:

أولاً: لقد وضعت يدك على الجرح، وعلمت من أين أُتيت والله -عز وجل- قد تفضل لك وأعانك، وبين لك الصواب من الخطأ، وأذاقك طعم النجاح والتفوق، وألهمك حسن الظن به، وهذا يجعل الخروج من هذا المنعطف قريب المنال -إن شاء الله-، المهم ثق بأن الله لن يخذل عبداً احتمى به، ولن يترك عبداً التجأ إليه، المهم أن تبذل أنت ما عليك.

ثانياً: حتى تتجاوز تلك العقبة لابد أن تعلم أولاً أنك مسؤول عن نفسك، والله لا تخفى عليه خافية، وأنت مرهون بعملك لا بأمانيك قال تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة}، وقال أيضًا: {كل امرئ بما كسب رهين}، وقال كذلك: {من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها}، وقال كذلك: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا}، وهذه المسؤولية تدفعك دفعًا إلى أن تغير من نفسك، وأن تصلحها وتهذبها، وأنت أقدر الناس على ترويضها وتهذيبها، ثق في قدراتك بعد الله -عز وجل-.

ثالثاً: يعينك على تقوية الإرادة وتجاوز مرارة المعصية: معرفتك بأضرار هذه العادة: أضرارها الدينية والبدنية على السواء، ونحن نرجو منك الدخول على الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية لتتعرف على تلك الآثار، وستجد العلماء قد تحدثوا كثيرًا عن أضرارها على المخ، وعلى البدن، وفوق ذلك هي معصية، والله وصف أولياءه الكرام بقوله: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}، ومعنى العادون: أي المعتدون الظالمون.

رابعاً: حدد هدفك الذي تريد الوصول إليه بصورة واقعية، وابدأ من الآن ولا تقل قد مر الوقت، ابدأ من الآن، فور أن تصل إليك رسالتنا، ابدأ وقسم المواد على النحو الآتي:
- بين كل مادتين تحتاج إلى جهد عالٍ، اجعل مادة يسيرة سهلة محببة إلى نفسك.
- لا تذاكر وأنت مرهق أو مشتت الذهن.
- لخص كل ما تفهمه واجعله في ورقة بجوار الكتاب الذي تقرأ منه.
- لا تخلُ بنفسك وأنت فارغ من أي عمل.
- إذا وجدت رغبةً قويةً في فعل ما حرم الله، فانهض إلى الوضوء وصلِّ لله ركعتين، واستعن على ما أنت فيه بالذكر والدعاء وممارسة أي نوع من أنواع الرياضة.
- ابتعد عن الوسائل التي تقربك من الحرام أو تثير شهوتك.
- كثرة الدعاء لله -عز وجل-، فالمرء ضعيف بنفسه قوي بربه.

- اجتهد فإن زلت قدمك -عياذًا بالله- فانهض من فورك، وأحدث لله توبة صادقة، وابحث عن السبب الذي تسلل الشيطان منه إليك، واجتهد في إزالته، وإياك أن تيأس، أو أن يثبطك الشيطان بقوله: قد وعدت ربك ووقعت بعد أسبوع، أو أقل، أو أكثر، ولا عهد لك، ويدفعك إلى اليأس، احذر من ذلك، وجدد التوبة والعهد، واحمد الله دومًا على وقت مر بلا معصية، واستدرك ما فاتك، وداوم على ذلك وستجد نفسك في النهاية شابًا مستقيمًا - إن شاء الله -.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، كما نسأله تبارك وتعالى أن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقك لإسعاد نفسك، ولتزويدها بالعلوم النافعة، وأن يجعل لك مستقبلاً مُشرقًا مزهرًا، إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً