الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تعاني من وساوس في النظافة

السؤال

أنا متزوج ولدي ابن وبنت، ومن بعد الزواج بفترة أصيبت زوجتي بحالة عجيبة، وهي أنها إذا غسلت الثياب في البلكون ومرت جنازة من تحت البلكون تأخذ الثياب وتغسلهم مرة ثانية.

وإذا حضر عندنا أحد في الشقة وداس على الفرش بحذائه تعمل لنا مشكلة كبيرة، وتغسل الفرش! وإذا لم تغسل الفرش تقعد الليل كله تبكي، وتأتي لها الأفكار دائماً.

ذهبت بها إلى دكاترة نفسيين ومشايخ، ولم يتحسن الأمر، أفيدوني لأني أنا الزوج وأريد الراحة لي ولها.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن زوجتك مصابة بوساوس قهرية، وهذه تُعرف بوساوس النظافة، والوساوس هي سلوك نفسي مكتسب، والأشياء المكتسبة أو المتعلمة يمكن أن يفقدها الإنسان أيضاً عن طريق التعلم المضاد.

هذه الحالات تستجيب بصورة جيدة للعلاج السلوكي والعلاج الدوائي.

بالنسبة للعلاج السلوكي، هو أن يقوم المعالج بعرض زوجتك على مواقع الوساوس، وفي هذه الحالة الأوساخ، ثم يمنعها من الاستجابة المضادة (وفي هذه الحالة هي النظافة أو القيام بغسل يديها عدة مرات).

فنحن على سبيل المثال نقوم في العيادات بأن نضع يد الشخص في سلة الأوساخ، ونقوم بالمسك على يديه، وأن يظل في ذلك الموقف لمدة خمس دقائق على الأقل، ثم بعد ذلك نجلسه ونحاول أن نهدئه، ونتكلم معه، وبعد عشر دقائق من ذلك نُعطيه كميةً محددةً من الماء في كوب -أي لا يستعمل ماء الماسورة مطلقاً- ونعلمه بأن هذه كمية الماء المتوفرة له ولا توجد أي مياه أخرى، ثم بعد ذلك نسمح له بغسل يديه بهذه الكمية من الماء.
نكرر هذا التمرين عدة مرات، وصدقني الفوائد والمنافع العلاجية عظيمة لمثل هذه التمارين.

بالنسبة لزوجتك يمكن أن تقوم بمثل هذه التمارين، ولكن بالطبع تحتاج من يُساعدها في ذلك، أرجو أن تشرح لها هذا، واجعلها تطلع على هذه الإجابة، فذلك سوف يُساعدها.

كما أنه يمكنها أن تضع يدها على أسفل الحذاء، ثم لا يغسل يدها أبداً، ويمكنها أن تمرر يدها على بقية أجزاء جسمها، أي هنا تكون قد نقلت فكرة الأوساخ إلى الجسم وإلى يديها، ثم لا تقوم بالغسل أبداً إلا بعد فترة وبكمية بسيطة من الماء.
هذه التمارين تمارين سلوكية فعّالة وممتازة وتؤدي إلى العلاج الثاني إن شاء الله.

الجانب الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، وتوجد الآن بفضل الله تعالى أدوية ممتازة وفعالة لعلاج هذه الوساوس، وسيكون العقار الذي يُعرف باسم بروزاك من أفضل الأدوية الذي سوف تستفيد منه زوجتك إن شاء الله.
جرعة البداية هي كبسولة واحدة 20 مليجراماً في اليوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع هذه الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، أي 40 مليجراماً في اليوم، ويفضل أن يؤخذ هذا الدواء بعد الأكل، وتستمر عليه لمدة ستة أشهر (أي كبسولتين في اليوم) وبعد الستة أشهر يمكن أن تخفض العلاج إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، وأتمنى أن يحقق لها الشفاء، وعليها بالعلاج السلوكي والعلاج الدوائي، وسوف تنتفع من ذلك كثيراً بإذن الله تعالى.

أرجو أن أؤكد أن هذا الأمر لا علاقة له مطلقاً بالمس أو السحر، فهي علة طبية نفسية يمكن علاجها بهذه الوسيلة، ولكن لا بأس مطلقاً بأن يكون المؤمن والمسلم حريصاً في أن يحصن نفسه بأذكاره ومحافظته على صلواته وورده القرآني.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً