الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من العلاقات العاطفية

السؤال

أنا فتاة تعرفت على شاب، وأحببنا بعضنا كثيراً، وكانت علاقتنا ترمي إلى الزواج، لكن شاءت الأقدار والمشاكل الاقتصادية وارتدائي للحجاب أن نفترق، فتبت إلى الله مما ارتكبت من ذنوب معه، ومع ذلك فأنا أشتاق إليه كثيراً، وأحلم وأطلب الله من كل قلبي بأن يكون زوجاً لي بالحلال في المستقبل القريب إن شاء الله، ودي إحساس بأنه هو أيضاً لا زال يحبني.

المشكل هو التوبة، فأنا لازلت أحبه وأشتاق إليه، وأترقبه وأختلس النظر إليه، وأحياناً قليلة أبعث له برسائل عبر الهاتف كلها احترام، ولا أفكر في غيره، هذا مع التوكل على الله، والدعاء والتضرع إليه بالعفو والمغفرة وجمع الشمل.

مشكلتي هي أن هذه التصرفات والأحاسيس تشعرني بأني لم أتب توبة نصوحا، رغم أني ندمت وارتديت الحجاب، وعازمة على عدم تكرار ما فعلته سابقاً، لا معه ولا مع غيره.

أريد منكم الدعاء بالزواج به فأنا أحبه بالفعل، وأطلب منكم الرد وشكراً. جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله أن يرزقك الثبات السداد.

هنيئاً لمن لبست الحجاب وأنابت إلى التواب، وأدركت الصواب، وفارقت لأجل مرضاة الله الأحباب، وأبشري فإن الله سبحانه سيفتح عليك من الخيرات أبواب، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

نحن بدورنا ندعو الله أن يرد ذلك الفتى إلى الصواب، وأن يجمع بينكم على هدى السنة والكتاب، وحين يحصل ذلك فأرجو أن تغضي بصرك، وتُشغلي نفسك بما يرضي الكريم الوهاب، وكرري التوبة وأكثري من الاستغفار، وواظبي على الصلاة على النبي المختار، وتجنبي مشاكل أهل الغفلة والاستهتار، وتعوذي بالله من لذةٍ من بعدها النار، واعلمي أن إطلاق البصر سببٌ للشقاء والعار.

ننصحك بعدم الاستجابة لوساوس الشيطان، فإنك تبت لله، ولكن لابد من البعد عن بيئة العصيان ومراقبة الرحمن، وعمل الحسنات في كل آن، وشغل النفس بالمفيد قبل أن تشغلك بالشر والبهتان، فاتقي الله في نفسك، واحفظي سمعك وثقة أهلك، ونحن لا ننصح بالارتباط بذلك الشاب إلا إذا تاب وحرص على رضا التواب، وخاف من ربٍ شديد العقاب.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً