الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظلم المرأة وعلاقته بالقوامة

السؤال

السلام عليكم.

زوجي دائماً يشعرني لكوني امرأة بأنني أقل منه في كل شيء لأنه الرجل، وأن الله سبحانه وتعالى خلقنا كذلك، فحرام أن أعترض، فعندما أخاطبه يجب أن أتكلم معه بكل احترام، بينما هو يتكلم معي كيفما يشاء، ولا يحترمني دائماً، وحتى في أمور البيت والأولاد يطلب مني عدم التدخل في شيء إلا إذا طلب مني ذلك، ويستدل دائماً بقوله تعالى: (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ))[النساء:34]، فهل القوامة في كل شيء أم في أشياء معينة؟ وهل الرجل مخلوق أفضل من المراة؟

ويطلب مني دائماً إذا كان غاضباً أن أقوم بتهدئته، أما بالنسبة لي لا يجب أن أغضب، وخاصة أثناء وجوده مهما كانت الأسباب، علماً بأن لدي 4 أطفال متقاربين في السن، وأحياناً لا أستطيع تمالك نفسي، وهو لا يساعدني في تربيتهم، وأحياناً أثناء النقاش يقول لي بأن المراة كالجارية، ولكنها تنجب أطفالا، وحقوقها هي المسكن والمأكل والمعاملة الحسنة فقط.

فبماذا تنصحني؟ وكيف أتعامل مع زوجي؟ مع العلم أننا نحب بعضنا كثيراً، وهل إذا اشترى لي شيئاً يكون تبرعاً منه وليس ملزماً بذلك؟ بينما إذا طلب مني شيئاً يجب علي تنفيذه؛ لأن كل النساء هكذا؟ إنه جيد معي في كل شيء ما عدا هذا الموضوع، فأنا أحياناً أشعر بأنني أرتكب حراماً.

فكيف الدين يقول بأن المرأة دون الرجل، أو أنها أقل منه كرامة؟ خاصة أن والدي لم يشعرنا يوماً بأننا أقل من إخوتنا الذكور، مع أنه متدين جداً أكثر من زوجي، وهل إذا عملت يمكن أن تتغير نظرته للنساء؟ علماً بأنني جامعية، وحالتنا المادية جيدة.
انصحوني أرجوكم، وعذراً على الإطالة، وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبصر زوجك بالحق، وأن يعينكما على إسعاد أنفسكما وأولادكما.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي منها أن زوجك له فهم خاص لمعنى الأسرة، حاول خلاله أن يوظف النصوص الشرعية لمصلحته فقط، وهذا بلا شك يتنافى ويتعارض مع مفهوم الأسرة في الإسلام، وما ذكرته عن زوجك وفهمه لمعنى القوامة، به قدر كبير من المغالطة! بل أكاد أجزم أنه أشبه ما يكون بمفهوم الرجل والمرأة قبل الإسلام، ولذا أتمنى أن تعرضي على زوجك الإطلاع على حياة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، وكيف كان يعامل زوجاته؟ وكيف كن يراجعنه في كلامه؟ بل وقد تهجره إحداهن يوماً كاملاً لا تكلمه! بل وتغضب عليه إلى غير ذلك مما يتنافى تماماً مع مفهوم زوجك لمعنى الرجل أو القوامة، واحمدي الله أن هذا هو العيب الوحيد في زوجك، وإلا كانت الحياة جحيماً لا يطاق.

ولذا أقول لك: أن الرجل الذي تغلب حسناته سيئاته لابد وأن يغتفر له ذلك، فلا تقفي طويلاً أمام هذا السلوك الشاذة، وحاولي التأقلم معه بشرط أن تطلبي من وزجك الاطلاع فقط على هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ومع أهله، حتى يتبين بنفسه مدى بعده عن الصواب، وأنا واثق من أنه إذا كان زوجك فعلاً يلتزم بالإسلام فسوف تتغير نظرته تماماً، وبالتالي تتغير معاملته لك، وسيكون هو أول من يستفيد من ذلك، لإنه يستحيل أن تكون المرأة لا يوجد لديها أي شيء من الخير، بل سيجد فيك نعم المعين ونعم النصير، ونعم الرفيق، وستعانان على تربية أولادكم تربية مثالية راقية.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والمحبة والتفاهم والوئام.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً