الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة من مساعدة الزوج لأخيه الذي لا يعمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجه من طبيب أقل ما يقال عنه أنه أطيب إنسان.
مشكلتنا أننا لا زلنا لم نؤمن شيئاً لمستقبل أولادنا، فنحن لم نستطع تملك بيت، حتى الآن؛ بسبب المسؤوليات التي تحملها ـ ولا زال يتحملها ـ زوجي تجاه أهله مع العلم أنه أصغر إخوته، وجميعهم يعملون في مجال التعليم والزراعة والهندسة.

ولم أعترض يوماً على ذلك، حتى قرر تزويج أخيه الأوسط، وهو الوحيد الذي لا يعمل، ولا حتى يسعى للعمل مع أنه حاصل على بكالوريوس تجارة (منذ 15 سنة)؛ لأنه لا يريد إلا وظيفة حكومية، وهنا أنا اعترضت (مع أن زوجي لم يعر اعتراضي أي أهمية وسار في الموضوع)؛ لأننا في البيت محرومون من رؤية زوجي؛ لأنه يعمل ليل نهار ـ منذ 10 سنوات ـ بحجة تأمين مستقبل أولادنا، ولا زلنا لم نؤمن شيئاً، فكلما جمعنا مبلغاً جيداً، ونوينا شراء بيت: مثلاً، ظهرت لهم مسئولية جديدة، وكل يفكر بنفسه طبعاً، ويصبح غير قادر على مساعدتنا.

وأنا اقترحت بيع قطعة أرض لفك أزمة ما، فقالوا لي: هل أتيت على آخر الزمان لتبيعينا أراضينا التي ورثناها عن أجدادنا، (مع العلم أني بعت كل ذهبي لحل الكثير من الأزمات التي مرت بنا).

كل ما أريد أن أعرفه، من ناحية شرعية: هل أنا مخطئة في تفكيري؟ وما هو الصواب؟ وهل حقاً أن على زوجي مساعدة أخيه حتى وإن لم يسع للعمل؟ وهل بيع الأراضي في وقت الحاجة انتقاص من القدر والشرف؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كرم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد،،،،

فهنيئاً لك زوجك الطيب، وشكراً لك على مشاركته في مساعدة أخيه، وذاك عمل طيب، وخير الناس أنفعهم للناس، وأولى الناس بالنفع أهل الإنسان وقرابته، ولن يضيع فاعل المعروف عند الله ولا بين الناس.

ولا يخفي عليك أن إحسان الإنسان لأهله دليل على خيريته وكرم نفسه، وهذا هو الذي تستفيد منه أسرته وأهله، فإنه ما من يوم يصبح فيه العباد إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما الله أعط منفقاً خلفاً، ويقول الثاني اللهم أعط ممسكاً تلفاً، والمال لا ينقص بالصدقة والبذل؛ لأن الله يعوض، ولأنه سبحانه يدخر للمنفق الأجر والمثوبة.

ونحن لا ننصحك بالاعتراض عليه في مساعدة أخيه في الزواج، فإن هذا من أعمال البر، وسوف يتحرك ذلك الأخ بعد زواجه، ويبحث عن العمل، ولن ينال كل إنسان إلا ما قدر الله له من الرزق.

ولا مانع من أن تدبري بعض المال لعمل شيء مفيد لأسرتك الصغيرة، ولكن ليس هذا هو الوقت المناسب لمناقشة هذا الأمر؛ لأن ذلك يضايق زوجك، ويفهم منه غير ما قصدت، وقد يحدث ذلك نوعا من النفرة والكراهية أنتم في غنى عنها.
وإذا ترك الأشقاء الآخرون أهلهم واشتغلوا بمصالحهم فإن ذلك يضرهم، وقد يمحق بركة أرزاقهم، خاصة إذا كان في البيت أب أو أم أو محتاج إلى المساعدة.

ولا يخفي عليك أن وجود شاب في سن الزواج يزعج الأخيار من أهله، لأننا في زمن الفتن، ولا شك أن الفتاة تأتي برزقها، والله تبارك وتعالى تكفل بالأرزاق وحدد الآجال، وقد يكون رزق الإنسان بسبب هؤلاء الضعفاء الذين يعاونهم، وهل ترزقون إلا بضعفائكم، بصلاتهم وإخلاصهم، وليس رزق الزوجة من زوجها، ولكن الأرزاق بيد الله الرزاق .

فاشغلي نفسك بالخير، وشجعي زوجك على عمل الخير .

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبكم.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً