الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق ومخاوف وشعور بالدونية، التشخيص والعلاج

السؤال

السلام عليكم

أما بعد: فأرجو أن تفهموني، لأنني أصبحت لا أجيد توصيل ما أعانيه، أنا كنت أعاني من الاكتئاب، وهل تشخيص أن عندي اكتئاباً تشخيص صحيح أو العكس؟ لا أدري! لكن هذا ما قاله الطبيب، وأعطاني زولاما 0.5 ، ودوجماتيل فورت 200، وهذا الدواء لست أدري لأي مرض يؤخذ، المهم أني كنت أعاني من كره للحياة، وهذا الكره كان له أسباب أني أتعرض لبعض الظروف الصحية السيئة، وما زلت أعاني منها، عدم وضوح النظر، إحساس بالضعف العام.

وبدأ الموضوع يأخذ شكلاً آخر، كرهت الحياة، بدأ الاكتئاب والأفكار والتساؤلات الغريبة التي ليس لها ردود، أما حالياً أنا مواظب على الزولام والدوجماتيل فورت، ولكن أنا أحس أني لست أنا، غير عارف أجلس مع نفسي ((مش عارف أنا عاوز ايه، ومش عارف أرسم وأخطط لأي حاجة))، شبه التائه، أحس أني في غيبوبة، وكل يوم أعاني من عرض جسمي مثل عدم وضوح النظر، أحس أني دائخ تائه، وأحياناً رعشة خفيفة في اليد والأصابع، وأحياناً أتوتر لما أتكلم كثيراً وأني دائخ.

أيضاً: مشكلة كبيرة جدت، وهي أنه أصبح عندي خوف أن ركب أي سيارة أو أسافر مسافة بعيدة، يحدث اضطراب وخوف من ماذا ((مش عارف)) لكن ممكن يكون السبب أني أخاف أن أبعد عن أسرتى ليحدث لي شيء مثل الدوخة أو أي عرض صحي، أشعر أنني لست أحس بأي شيء، ربما يكون من تأثير العلاج.
وإذا جلست مع أي شخص يكون تفكيري في شيء آخر، أرجو منكم الإفادة، وهل أستمر على هذا الدواء علما أني آخذه منذ 3 شهور، فهل أتوقف عنه؟ وهل له تأثير ضار على المخ؟ ماذا أفعل في نفسي هل هذا سحر؟ علما أني أحب الحياة واجتماعي.

ويوجد سؤال آخر: هل التساؤلات مثل: لماذا خلقنا ما دام سنموت فتبقى الحياه ليس لها معنى؟ التساؤلات في كل لذة من لذات الحياة هل تؤدى إلى الاكتئاب؟ وهل من المفروض الابتعاد عن التفكير فيها؟

أفيدوني، وهل العلاج الذي آخذه مفيد أم يوجد دواء آخر؟ وهل أنا مريض فعلاً أم أنها أوهام؟ علما أني أبلغ من العمر 24، ولا أعمل، أصبحت حياتي خالية، وأصبح التركيز على حالتي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقةً، حالتك ليست بصعبة التشخيص، فأنت بالطبع تُعاني من قلق، وتعاني من مخاوف، وربما يكون لديك بعض الشعور بالدونية نسبةً لحالتك الصحية، وقد تحول ذلك إلى اكتئاب نفسي مصحوب ببعض أعراض الوساوس القهرية، والتي ظهرت لديك في شكل تساؤلات ذكرتها في نهاية رسالتك.

مع احترامي الشديد للطبيب الذي قام بعلاجك، إلا أن الدوجماتيل، والزولام والذي يُعرف باسم زاناكس، ليست بالأدوية المثالية لعلاج هذه الحالة، هي أدوية تُساعد في زوال القلق والتوتر، ولكنها لا تساعد مطلقاً في علاج الاكتئاب والمخاوف والوساوس، والتي أرى أنها هي علتك الأساسية.

استعمال هذه الأدوية إن شاء الله لا خطورة فيه، ولكن قطعاً الزولام يمكن للإنسان أن يتعود عليه، وأنت الآن تتناوله لمدة ثلاثة أشهر، فمن الواجب إذن أن ننصحك بأن تحاول أن تتوقف عنه، ولكن ذلك لابد أن يكون بالتدريج، فبدلاً من أن تأخذ الآن نصف مليجرام، اجعله ربع مليجرام لمدة أسبوعين، ثم ربع مليجرام مرة واحدة كل يومين لمدة أسبوعين أيضاً، ثم ربع مليجرام كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين أيضاً.

أما بالنسبة للدوجماتيل، فيمكن أن تتوقف عنه بدون أي نوع من التدرج.

لا أعتقد يا أخي أن بك سحراً، ولكن على المؤمن دائماً أن يكون محافظاً على صلواته وعباداته، وورده القرآني، وأذكاره، فهذا هو الذي يحفظ من العين ومن السحر إن شاء الله، وهذه الأشياء بالتأكيد قد كثرت في زماننا؛ لأن المعاصي كثرت أيضاً، ولكن الإنسان يمكن أن يحمي نفسه كما ذكرت لك سابقاً.

أرجو أن تثق في نفسك، وأرجو أن تحاول أن تكون إيجابياً في حياتك، وأن تبحث عن أي نوعٍ من العمل، فالعمل يعطي الإنسان قيمة في حياته، كما أنه يشعره بكينونته وذاته.

أيها الأخ الكريم، سأصف لك علاجاً فعالاً وممتازاً ومفيداً، وأفضل دواء في حالتك هو العقار الذي يُعرف باسم بروزاك، أو زولفت، وأفضّل البروزاك لأنه ربما يكون أرخص نسبياً، ويمكنك أن تشتري الصناعة المصرية أو السورية أو الأردنية أو ما هو متوفر؛ حيث أنها لن تكلفك كثيراً، خاصةً أنك بدون عمل.

جرعة البروزاك التي أنصحك بها هي 20 مليجراما في اليوم، خذها بعد الأكل، واستمر عليها لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم أي 40 مليجراما، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم توقف عن العلاج.

سيكون من المفيد لك أيضاً أن تمارس أي نوع من الرياضة، وأن تتواصل مع الإخوان، وأن تكون اجتماعياً، فهذه إن شاء الله سوف تُساعدك في أن تخرج من هذا الفراغ النفسي الذي أنت فيه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً