الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في طلاق الزوجة لتطاولها على أم الزوج وشتمها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا شاب متزوج، وأحب زوجتي، وهي أيضاً تقول أنها تحبني، ولكنها مؤخراً بسبب الحمل بدأت بالتذمر وإلقاء الشتائم والبكاء والعصبية اللامحدودة، وتحاول قدر استطاعتها أن تغيظني.

أنا مدرك للتغييرات التي تحدث لها ومستحمل لها، ولكنها أخطأت بأن قامت بشتم أمي، وهذا شيء لا يقبل، كنت سأطلقها لو لم تكن حاملاً، رغم أنها بدأت تلاطفني وتعتذر عن أسلوبها، ولكني عاجز عن التسامح وعن العيش معها، وأنا أكن لها شيئاً في صدري، ولا زلت محتاراً في أمري أي الخيارين أقرب إلى الدين؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن حق الأم عظيم، ولكن المسامح كريم، ولن يستفيد من طلاق زوجتك إلا عدوك الشيطان، فلا تتسرع في الأمر وعالج الوضع بحكمة، واطلب منها الاعتذار للوالدة وتطييب خاطرها، وقدر ظروف هذه الزوجة الصحية والنفسية، وخاصة في مرحلة الحمل التي لا تستغرب فيها مثل هذه التصرفات، وذلك لما يحدث في جسم المرأة من تغيرات جسمية ونفسية، وقد راعت الشريعة ذلك، فوضعت عن الحامل بعض التكاليف وفتحت لها أبواب الرخص، وتلك رحمة الرحيم بالمرأة في حال ضعفها، فارحموها أنتم أيضاً، وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
ولا داعي للانزعاج فإن هذه الظروف سوف تتغير بعد استقرار الحمل، ونسأل الله أن يرزقكم الذرية الصالحة، وأن يتقبل منك برك للوالدة، ولا أظن أن الوقت مناسب لمعاقبتها، وأرجو أن نبحث عن أسباب شتمها للوالدة، فإن معرفة السبب يساعدك على العلاج والحل المناسب.

وإذا كانت هذه الزوجة قد بدأت تلاطفك وتعتذر، فأرجو أن تفتح لها صدرك، وأن تشترط عليها إرضاء الوالدة التي سوف ترضى بلا شك، لأنها أعرف بأحوال المرأة الحامل وأحرص على إسعادكم.

ولا شك أن العفو هو الأقرب للدين وهو هدي رسول الله الأمين وسلف الأمة الطاهرين، وبشرى للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين، فكيف إذا كان العفو عن شريكة الحياة وأم الأولاد والتي رضيت أن تعيش عندك أسيرة وجاءتك معتذرة كسيرة.

وأرجو أن تعلم أنه ليس من بر الوالدة ظلم الزوجة، ولكن برها يكون بتطييب خاطرها ولو أن كل إنسان أراد أن يطلق زوجته لأي خطأ أو هفوة لما بقيت في البيوت امرأة، فأعط الموضوع حقه وحجمه المناسب، وعاقبها بغير الطلاق، وأعطها فرص للتصحيح والاعتذار، وكن لأمك براً ومحسناً، ولا تناصر أمك على ظلم، ولا تحاول إخراج المشكلة، ولا تشاور في هذا الأمر الجهلاء، واحرص على إزالة التوترات التي تسببت في الوقوع في الإساءات، وماذا لو ذهبت هذه الزوجة وقبّلت رأس والدتك واعترفت لها بفضلها وطلبت عفوها وتطييب خاطرها، ومن هنا فنرجو مساعدتها على ذلك، وإظهار مشاعرها الطيبة تجاه والدتك، وأرجو أن تفوز بثواب إصلاح ذات البين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً