الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من ضعف الشخصة وسهولة تأثير العير علي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا إنسان طيب جداً، ولكنني سريع الاقتناع بأي شيء، ولا أفكر جيداً على المدى البعيد، أريد حلاً لهذه المعضلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت وصفت نفسك بأنك إنسان طيب جداً، وأرى أن هذه صفة نبيلة وصفة حميدة، فأرجو ألا تنزعج لذلك.

أما سرعة الاقتناع فأرجو ألا تكون أحكامك على نفسك خطأ، فربما أنت تكون إنساناً تثق في الناس بصورة أكبر، وهذا يجعلك تقتنع بالفكرة، والشيء الذي ربما يكون مضرا هو أن يكون الإنسان سريع الانقياد وليس سريع الاقتناع، فسرعة الاقتناع لا تكون مضرة في كل الأوقات، ولكن الإنسان إذا كان ينساق للآخرين بسرعة فهذا يتطلب الحذر.

أما إذا كنت فعلاً ترى أن هنالك مشكلة وهي ما سميتها بسرعة الاقتناع، وإذا كانت هنالك ملاحظة مماثلة ممن حولك من أهل وأصدقاء، بأنك سريع الاقتناع أو لا تبدي رأيك أو لا تفكر جيداً في المدى البعيد، ففي هذه الحالة العلاج الوحيد هو أن تصر وتكون حازما مع نفسك أنك سوف تقلب الأمور، وسوف تجري حوارا وتفكر في الأمر قبل أن تتخذ فيه قرارا، ويمكن أن تقوم ببعض التمارين الذهنية البسيطة، على سبيل المثال خذ الأمور العادية التي لابد للإنسان أن يقوم بها.

على سبيل المثال فالإنسان يذهب للفراش حوالي الساعة التاسعة مساء، أجرِ حوارا مع نفسك: هل هذا القرار صحيح؟ هل من الأفضل أن أنام الساعة التاسعة أم الساعة العاشرة؟ أي لا تذهب للفراش دون أن تجري حوارا، بالرغم من أن هذا الأمر يعتبر من المسلمات ولا يتطلب الكثير من التفكير، فإذن: المقصود هو أنك حين تعوّد نفسك إجراء الحوار الذاتي -وهذا يسمى الحوار الذاتي وهو مطلوب جداً- هذا سوف يجعلك تتداول الأمر -سواء كان صغيراً أو كبيراً- ثم من بعد ذلك تتخذ القرار المناسب.

بالنسبة للتفكير على المدى البعيد هذا أرجو ألا يكون شاغلا كثيراً لك، فالإنسان يفكر ويؤمل ويفوض أمره إلى الله، ويسلح نفسه بالآليات التي تساعده على التخطيط للمستقبل، أنت الآن في مرحلة الدراسة، وكل الذي يطلب منك هو أن تجتهد في دراستك، وتحاول أن تكون منجزا ومبرزا ومتفوقا، فهذا يفتح لك -إن شاء الله- أبواب التفكير المستقبلي المعرفي الإيجابي، وسوف تجد إن شاء الله أن الأمور قد أصبحت أكثر سهولة مما كنت تتصور.

أنا أراك إن شاء الله بخير، ونسأل الله أن يجعلنا جميعاً من الطيبين، ولا أرى أنك تعاني من مرض حقيقي، فقط أرجو أن تتبع الإرشادات السابقة وتكون أكثر ثقة بنفسك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً