الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات في طريق هداية الأخ السكير العاق لوالديه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله.
لي أخ يكبرني سناً، سكير، أب لولد وابنتين، كثير المناوشة مع أسرته، وكثيراً ما يمتد الشجار إلى والديه، وهما والداي أنا أيضاً، ومهما كان سبب شجاره مع الوالدين، إما عن طريق أسرته، أو مباشرة معهما؛ فهو لا يتهاون بالتلفظ بعبارات تمس من مقامهما، كأن يقول لأبيه: أنت غير مؤدب، وعبارات أخرى كثيرة، ماذا أستطيع فعله معه؟ وهل لي أن أهجره؟
علماً أنه إذا حدثته في الأمر يعطيك الحق، إلا أنه يعود لفعلته في أول شجار مع الوالدين، وشكراً على الإفادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ لطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يهدي هذا الأخ، وأن يلهمه السداد والرشاد.

فإن الهجر علاج شرعي نافع إذا صادف مكانه الصحيح، وروعيت فيه مصلحة العاصي الذي نهجره، مع ضرورة التأكد من الآثار المتوقعة للإقدام على الهجر، فإن بعض العصاة إذا هجرناه ارتمى في أحضان أهل الفساد، فازداد شراً إلى شره، وانتقل من جريمة إلى أخرى، وكان أمره إلى إدبار، وليس من مصلحة أمثال هؤلاء أن يهجروا.

وإذا كان هذا الأخ يستمع ويعطي الحق ويعترف بالخطأ؛ فلابد من الاجتهاد في نصحه، والحيلولة بينه وبين شرب الخمر، فإنها أم الخبائث، ويتوقع من شاربها الشرور.

وأرجو أن يشترك والداه في نصحه وتوجيهه في حال وعيه، واجتهدوا في إنقاذ أبنائه والاهتمام بتربيتهم، ومن الضروري أن يتعاون الجميع في إصلاحه، وخاصة الزوجة التي تملك العديد من أسلحة التأثير على زوجها، ولا مانع من استخدام وسائل ضغط أخرى، كترك الأكل معه ورفض الجلوس إلى جواره، وامتناع الوالد عن الكلام معه إذا شرب الخمر، فإن هذه المواقف والتصرفات لها تأثير عظيم في بعض الأحيان.

كما أرجو أن تحاولوا عزله عن رفاق المعصية، وشغله بالأشياء المفيدة، وتذكيره بعواقب الإدمان على أسرته وأولاده، وحبذا لو اجتهد الوالد والوالدة في الدعاء له؛ فإن دعوتهما أقرب للإجابة، ونحن نتمنى أن تختارو الوقت المناسب لنصحه والكلمات المناسبة، وأرجو أن يكون غضبنا لله وليس لأنه يشتمنا أو لأنه يفضحنا بين الناس، فإن عصيانه لله ووقوعه في هذه الكبيرة هو رأس كل شر وبلية.

ونحن نوصيكم جميعاً بتقوى الله وطاعته والتوجه إليه، فإن قلوب العباد بين إصعبين من أصابعه يقلبها كيف شاء.

ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحه، وأن يصلح المسلمين والمسلمات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً