الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في التعدد بسبب عدم قدرة الأولى على الإنجاب.

السؤال

السلام عليكم..

لي زوجة مطيعة، وتخاف الله في نفسها، وفي بيتها، وتجاهي، لم تقصر أبداً في عبادتها، ولا في منزلها، ولها عقل راجح، وفكر ثاقب وسديد، مضى على زواجنا فترة ست سنوات، ولم نرزق بالبنين إلى الآن، وقمت بالفحص الطبي لنفسي أولاً، ووجدت والحمد لله والمنة أن جميع الفحوصات جيدة جداً، ولا يوجد ما يمنع الإنجاب، أما هي فلديها بعض المشاكل في عملية الإنجاب، ووقفت معها، وأجريت لها عدة فحوصات وقابلنا أخصائيين كبار، لكن دون جدوى.

وفكرت في الزواج بثانية، وعندما فاتحتها في الأمر رفضت وأصرت في حالة الزواج من أخرى أن أطلقها، وأنا لا أحب أن أطلقها، ولي المقدرة لإعاشة الاثنين والعدل بينهما في كل مناحي الحياة، فبماذا تشيرون علي؟ وفقنا ووفقكم الله لفعل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يرزقك الصالح من الأولاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.

فقد أعجبت بثنائك على زوجتك واعترافك بفضلها وصلاحها، وأسعدني اجتهادك في علاجها، وأرجو أن لا تستجيب لرغبتها في فراقك في حال زواجك من الثانية، وتعامل معها بهدوء ورفق وذكرها بالله وأكد لها أنك ضامنٌ لحقوقها حريص على الاعتراف بمنزلتها ومقدر لصبرها، واعذرها في غضبها، فإنهن بكل أسف تربين على ثقافة المسلسلات التي ليس فيها إلا محاربة الفضيلة ونشر الخنا والرذيلة وفتح أبواب الحرام، وسد الطرق الموصلة إلى الطاعات والحلال.

وإذا كانت عندك القدرة وتستطيع أن تعدل فليس هناك ما يمنع الزواج، وتحمل ما يصدر من زوجتك الأولى، وتذكر أن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يحتمل من زوجاته ويقدر ضعفهن ويعترف بما ركب الله فيهن من الغيرة، وتحلى بالصبر والعقل والحكمة، وحتى لو غضبت فإنها سوف ترجع، ولا مانع من إرضاءها بالمال أو نحوه، واعلم أن رضى الزوجة الأولى ليس شرطاً للزواج، وأرجو أن تختار عاقلة صاحبة دين حتى تعينك وتعين زوجتك الأولى التي سوف تسعد بأبنائك وبخدمتهم لك في نهاية المطاف، ونحن نعرف كثير من النماذج المماثلة، وحرّض الزوجة الثانية على احترام الكبرى والصبر عليها، واعلم أن الناس يصلحهم العدل، وويل ثم ويل لمن مال إلى إحدى زوجتيه دون الأخرى.

ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يغفر ذنبكم وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً