الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن علاقتنا العاطفية ستمنع سعادتنا الزوجية.

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي تتمثل في أنني تعرفت على شاب منذ مدة طويلة، مع عدم اقتناعي الشخصي بذلك، جاء بعد ضغط الأصحاب سامحهم الله، كانت العلاقة تتميز بالحذر مع الأخلاق العالية، كان هذا هو حال مجتمعنا، نسأل الله العافية، وكان ذلك في بلد عربي، وبعد انتقالي إلى أوروبا تغير حالي إلى الأحسن، ارتديت الحجاب، أصبحت أكثر تعلقاً بالله، ولله الفضل، لكن ما زالت مع هذا الشاب، طلب مني الزواج مع علم أسرته وإخوتي، طلب مني تأجيل هذا الموضوع لعدم سماح ظروفه بذلك، أخاف من شيء واحد، هو ألا يبارك الله لنا في هذا الزواج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سجود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به.
فإن الله تبارك وتعالى يبارك في الزواج إذا تبتم إلى الله وأصلحتم ما فسد بصدق الإقبال وصالح الأعمال، وندمتم على ما حصل، ورتبتم حياتكم على هداية هذا الدين، وأبشروا فإن التوبة تمحو ما قلبها، والله تبارك وتعالى يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه.

وإذا كان الشاب أيضاً صاحب دين وأخلاق، فلا تتردي في القبول به، واعلمي أن خير البر عاجلة، وأن في الزواج حفظ ووقاية من الفتن.

وأرجو أن تكون مراسيم الزواج عامرة بالطاعات، وتجنبوا كل ما يغضب رب الأرض والسماوات، واجعلوا نيتكم لله خالصة، وتعاونوا على البر والتقوى.

واحمدي الله الذي هداك للحجاب، ودلك على الصواب، واطلبي من زوجك أن يتمسك بالسنة والكتاب، وأن يأتي بيتكم من الباب، ليتعرف عليه أهلك ومن حضرهم من الأحباب، واحرصي على أن تستخيري من بيده الخير، واستشيري محارمك والصالحات.

وأبشري وأملي ما يسرك، فإن الله شكور تواب، وعمري قلبك بالإيمان، ودارك بالقرآن، وحياتك بذكر الله الرحمن.
واعلمي أن البركة في طاعة المنان، والحرص على التقوى والإيمان، كما قال ربنا الرحمن: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ))[الأعراف:96].

ولا يخفى عليك أن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل الحسن، وأبشري وأملي ما يسرك، واعلمي أن الله الذي ستر عليك في أيام الغفلة لن يضيعك بعد الحجاب والقرآن.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً