الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش مع زوجي في بلد غربي ويطالبني بنزع الحجاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت من ابن خالي وأعيش معه في روسيا البيضاء، ولكن عندما وصلت إليه، طلب مني نزع الحجاب! لأنه سيسبب له الحرج عندما أخرج معه، وأن ألبسه في بلدنا لأنه لن ينزل معي، مع أنه من المتابعين للدروس الدينية ويحفظ من القرآن أكثر من أي شاب عادي في عمره، فوافقته على الأمر لكي أرضيه.

وكنت أعاني من مشاكل معه ونحن موجودون في بلدنا الأصلي، وهو دائماً يشعرني بإنه من السهل استبدالي، وأنا من أجل أن أجلبه إلي أفعل ما يريد من أجل أن لا يصل إلى الانفصال.

ولكن أهلي في البلد علموا بالأمر وعملوا له مشكلة، وطلبوا منه أن يرجعني إليهم، وأهلي يكلمونني من قبل الشفقة بي، ولكثرة البكاء الذي أبكيه ليكلموني، وأنا أحس نفسي تائهة بين زوجي الذي أريد جلبه إلي وأن أجعله يتعلق بي، وبين أهلي وهم أغلى شيء في حياتي.

أرجو مساعدتي لكي أحتفظ بالاثنين معاً، لأني أحب الطرفين ولا أريد التخلي عن أحدهما، ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم لك السداد والثبات في الحياة وبعد الممات.

فإن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أرضى الله لو بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، فلا تقدمي رضا زوجك على رضا الله، واعلمي أن الحجاب شريعة الله، وأن المؤمنة لا خيار لها في أمر الحجاب، قال تعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا ))[الأحزاب:36]. فلا تظني أن موافقتك على نزع الحجاب إرضاء للزوج تقربك إليه، ولن تكون المعصية في يوم من الأيام سبباً للخير.

ولا أظن أن هناك مصلحة في إخراج مشاكلك الخاصة مع الزوج للأهل، ولكن حاولي مواجهة الموقف، واحترمي زوجك، واحفظي له مكانته، وحاوريه بلطف، وقدمي ما شئت من التنازلات في الأمور العادية، لكن المسائل الشرعية لا تطيعي فيها زوجاً ولا أماً ولا أباً، واعلمي أن طاعة الله أعلى وأغلى، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكننا نتمنى أن تديري حوارك بلطف وأدب، واختاري الوقت المناسب والألفاظ المناسبة.

ونحن نتمنى أن تكفى عن البكاء، وأن تحاولي أن تصبري، وتتأقلمي مع الوضع الجديد، فإن مصير الفتاة أن تفارق أهلها، واعلمي أن زوجك يصعب عليه بكاؤك، وليس في تدخلات الأهل مصلحة لأحد، فواجهي حياتك الجديدة بصبر المؤمنات، وتوجهي إلى رب الأرض والسماوات، واعلمي أنه يرفع الصابرات درجات.

ونسأل الله العظيم أن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من شر نفسك وأن يسهل أمرك.
والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً