الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التميز في تخصص معين أم الجمع بين علمين أفضل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

الإخوة الأعزاء في هذا الموقع المبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد بحث طويل وحيرة في أمري وجدت أن خدمة الاستشارات التي تقدمونها قد تنفعني كثيراً بإذن الله، فجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه في سبيل نشركم لمفهوم شمولية الإسلام، وأنه صالح لكل زمان ومكان.

خدمة هذا الدين هو حلم جميل يستهويني كثيراً، وأنا أتشوق لمعرفة ما هو الطريق الذي يمكنني من خلاله تقديم شيء لدين الله؟

أنا الآن طبيب أسنان، أنهيت لتوي السنة الأخيرة، وأنا الآن على أبواب سنة الامتياز، أحب هذا المجال، ومجتمعي في أمس الحاجة لمثل هذا التخصص.

عانيت في السنتين الماضيتين من القلق الاجتماعي، وأرقني هذا الأمر كثيراً، لكن الآن ـ والحمد لله أصبحت أفضل بكثير بعد أن عرضت حالتي على الطبيب النفسي، والذي بدوره دلني على ما يسمى بالعلاج السلوكي المعرفي، حيث إنني كنت أقرأ كثيراً في هذا الموضوع وفي كتب علم النفس العامة، وأحسست بنوع من الانجذاب لهذا العلم.

فكرت في دراسة هذا العلم دراسةً منهجيةً، وأن أكون مرشداً نفسياً، وذلك بسبب رغبة عارمة في نفسي لمساعدة من يعاني، ورغبة في أن أجعل ذلك في إطار إسلامي، وأن يكون ذلك خدمةً لدين الله، ولكني في الوقت نفسه أريد أن أستمر في طب الأسنان، وأن أحضر الماجستير والدكتوراه في هذا المجال.

الرغبة موجودة لأن أجمع بين المجالين وأن أوفق بينهما، فهل أستطيع ذلك؟ ما هو المنهج الذي ينبغي علي اتباعه؟ وما هي الخطوات التي يجب أن أحققها؟

أحياناً أفكر بدراسة دبلوم في هذا المجال، وأحياناً أفكر بعمل شيء أكبر من ذلك، أستطيع -بإذن الله- أن أعمل الكثير، ولكن كيف؟

أشيروا علي في هذا الأمر، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ بسام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً أخي على سؤالك، وجزاك الله خيراً على غيرتك على ديننا العظيم.

أخي الفاضل: من الجميل جدّاً أن يتطرق الإنسان وأن يجمع بين صنوف المعرفة، والذي أراه بالنسبة لك في هذه المرحلة هو أن تركز على طب الأسنان وأن تجتهد وأن تتميز، ويا حبذا -بعد أن تنتهي من الامتياز- لو بدأت في الدراسات العليا، فمجتمعك محتاج لذلك.

الذي أراه هو أن تتميز في هذا المجال، وعن طريقه تستطيع أن تخدم نفسك وبلدك وأهلك ودينك، هذا هو الذي أرى أنه أفضل كثيراً لك في هذه المرحلة، والمؤمن المتميز في مجاله يستطيع أن يخدم الدعوة، كلٌ في طريقه، وكل يسد ثغرته، أنت من خلال هذا التخصص باستقبالك للمرضى ومقابلتهم بالصورة الممتازة، وأن تكون صادقاً معهم، وأن تعتني بهم، وأن تساعد الضعيف؛ هذا أمر عظيم يا أخي، وهو باب من أبواب الخير سوف يفتح لك من هذا التخصص، فأرجو أن تتميز فيه، وأرى هنالك بشارات الخير والبوادر الكثيرة في توجهك نحو هذا التخصص.

أما بالنسبة لعلم النفس -أخي-: لا مانع مطلقاً أن تلم به وأن تتدارسه، وهو علم فيه الكثير من العموميات، ولكنك تريد أن تدرسه منهجياً، يمكن أن يكون ذلك في وقت لاحق، لا مانع أن تتحصل على دبلوم في الإرشاد النفسي، وهذا الدبلوم لا يتطلب دراسةً أكثر من عام أو عامين، وتكون دراسةً غير متفرغة، هذا هو الذي أراه أحسن وأفضل لك.

كثير من الإخوة الذين يعملون في مجال التعليم وخلافه، يأتون للحصول على هذه الدبلومات وقد أصبحوا متميزين في مجال عملهم.

لا أرى أنه من الضروري لك أن تتفرغ تماماً لدراسة علم النفس، يمكنك الاطلاع العام، ثم تدعم ذلك بدبلوم كما ذكرت، ولكن الذي أريدك أن تتميز فيه هو مجال طب الأسنان، وأن تكون قادراً على أن تخدم مجتمعك، والإخوة في اليمن هم في أشد الحاجة لك، وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً