الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبيل والطريق للحصول على الأموال والأملاك

السؤال

السلام عليكم.
أطمح أن يكون عندي أملاك وفلوس جيدة، فما السبيل لذلك؟ علماً بأنني أعمل في دولة خليجية بظروف معقدة لغير المواطنين.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ أبو ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يبارك لك في رزقك!

فإن الأرزاق بيد الله، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، فاسأل الله من فضله، وتجنب كل ما يغضبه، فإن للمعصية ظلمة في الوجه، وضيقاً في الصدر، وبغضاً في قلوب الخلق، وحرماناً من الرزق، فإن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه.

فأكثر من الاستغفار فإن الله سبحانه يقول: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ))[نوح:10-12].

وكان السلف إذا أرادوا السقيا استغفروا الله، وإن رغبوا في المال أو الولد استغفروا الله، أو طمعوا في القوة في أبدانهم وبلدانهم استغفروا الله؛ لأن الله سبحانه يقول: (( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ))[هود:52].

ومما يعين على طلب الرزق فعل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب، قال تعالى: (( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[الجمعة:10]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصاً وتروح بطاناً)، علماً بأن الطيور ليست لها مزارع ولا رواتب، لكنها سعت في أرض الله متوكلة على الله فرزقها الله، وقد اقتضت حكمة الله أن يرتب الرزق على فعل السبب، وقد قال لمريم: (( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ))[مريم:25]، وقد أحسن من قال:

ولو شاء ألقى إليها التمر من غير *** هزة ولكن كل شيء له سبب

وأرجو أن تعلم أن المؤمن لا يفعل السبب ويعتمد عليه، لكنه يتوكل على الله، وما كل عامل بمرزوق، ولا يخفى عليك أن العبرة في الرزق ببركته وليس بكثرته، وأن البركة في الرزق تكون بالتقوى والإيمان والذكر للرحمن، قال تعالى: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[الأعراف:96].

وأرجو أن تهتم بطلب الحلال، فإن الحرام يمحق الأموال ويغضب الكبير المتعال، وكل جسم نبت من سحت فأولى به النيران، ويؤسفنا أن نقول: إن بعض الناس لا يبالي بما جمع من الحلال أو من الحرام، ويخشى أن ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان لا يبالي فيه الرجل أمن الحلال جمع أم من الحرام)، وقد أحسن من قال:

جمع الحرام على الحلال فكثره *** دخل الحرام على الحلال فبعثره

واعلم بأن الله يبارك في القليل إذا كان حلالاً، وأنه سبحانه يمحق الربا ويربي الصدقات، ونوصيك بتقوى الله، وببر الوالدين، وصلة الرحم، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يبارك لك في رزقك.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً