الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقاومة الطقوس الوسواسية من أهم وسائل علاجها

السؤال

السلام عليكم.
مشكلتي هي أني عندما أجلس مع نفسي وأفكر في أي شيء أقوم بكتابة ذلك الشيء في ذهني، فمثلاً إذا كنت أفكر في الأشياء التي اشتريتها من السوق كقميص أو عطر أتوقف عن التفكير وأقوم بكتابة قميص أو عطر أو سوق في خيالي، وهذه المشكلة أتعبتني كثيراً، ولا أعرف ما السبب الذي يجعلني أكتب أي شيء أفكر فيه؟ وأعاني من هذه المشكلة خاصة قبل النوم، حتى أني عندما أبدأ بقراءة آية الكرسي مثلاً أتخيل نفسي أني أكتبها وهذا الشيء يحسسني كأني مجنونة، وهذه المشكلة بدأت معي منذ شهر تقريباً.

أرجو مساعدتي وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا نوع من الوساوس يعرف بالطقوس الوسواسية، والوساوس هي في الحقيقة مكتسبة ولها عدة أنواع، وفي حالة الطقوس الوسواسية فالعلاج يكون عن طريق محاولة التجاهل، وأن هذه الفكرة أو هذا الفعل فعل سخيف ولا يستحق أبداً أن يهتم به الإنسان، هذا هو خط العلاج الأول، تقولي مع نفسك: أن هذه فكرة سخيفة، فلماذا أنا مصرة عليها؟ أنا لي ما يشغلني أكثر من ذلك، لن أقوم بهذه الفكرة مطلقاً ولن أقوم بالكتابة.

ثانياً: يمكن استبدال الفكرة الوسواسية بعمل آخر، تقولين مثلاً: حين أود شراء قميص أو عطر فلن أقوم بكتابة قميص أو عطر، إنما سوف أقوم بقراءة المعوذتين مثلاً، أو سأقوم إن شاء الله بزيارة شخص ما، وهكذا.. أي يستبدل هذا الوسواس بفعل آخر لا يحمل السمات الوسواسية، هذا إن شاء الله سوف يضعف هذه الوساوس.

هنالك أدوية تساعد كثيراً في علاج مثل هذه الوساوس، والدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة – 20 مليجرام – في اليوم، ويفضل تناولها بعد الأكل، استمري عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وتستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف عنها.

أرجو أن أؤكد لك أن هذه الفكرة الوسواسية -إن شاء الله- سوف تزول، فقط عليك مقاومتها وتحقيرها وعدم اتباعها، واستبدالها بفعل أو فكرة أخرى، وتناول الدواء، وسوف تختفي إن شاء الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً