الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأرق وقلة النوم وكيفية علاجه دوائياً وسلوكياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت حالتي في يوم الجمعة قبل ثلاث سنوات، حيث أنني بعد تناول وجبة العشاء ذهبت إلى النوم في وقتي المعتاد - الساعة الحادية عشرة أو ما يقاربها - بعد صلاة الوتر وقراءة الأذكار، وبدأ الأرق من ذلك اليوم حيث أنني لم أنم إلى يوم الثلاثاء، ثم بدأت الحالة حيث أنني أعاني معانة شديدة.

وبعد سنة ذهبت إلى المستشفى وقرر الدكتور إعطائي حبوب تربتزول (50 ملج) وحسنت حالتي كثيراً، ولكن بعد مرور سنة على العلاج سبب لي العلاج ضعفاً جنسياً، فذهبت إلى دكتور آخر فجرب الأدوية التالية ولم تفد:

1- ريمرون 15ملم مع حبوب أخرى لا أعرف اسمها الآن (تصرف بالبطاقة)، وتحسنت ولكن عندما قطعت الحبوب التي تصرف بالبطاقة رجعت حالتي.

2- تروزلان 50 ملم مع لوسترال 50 ملم ولم تنفع.

ثم ذهبت إلى دكتور آخر فصرف لي تروكسال 50 ملم مع لوسترال 50 ملم وأنا مستمر عليها الآن ولكن المشكلة أنني ليلة أنام وليلة لا أنام.

الرجاء - يا دكتور - أن ترشدني إلى علاج لحالتي وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأدوية التي أعطيت لك من أجل علاج الأرق حقيقةً كلها أدوية جيدة، وتُساعد كثيراً في تحسين النوم، حيث أنها من مضادات الاكتئاب، وأعتقد أن الأطباء قاموا بوصف هذه الأدوية لك لأنهم شعروا أنك تُعاني من الاكتئاب، والاكتئاب هو الذي أدى إلى الأرق وإضعاف النوم لديك.

كما ذكرت لك هذه الأدوية كلها جيدة، ويمكنك أن تستمر على الدواء الذي تتناوله أنت الآن، وهنالك دواء آخر –حقيقةً- يُساعد كثيراً في النوم، وهو من الأدوية الجديدة ويُعرف باسم إستنلكس (Stilnox) وجرعته هي 10 مليجرام ليلاً.
هذا الدواء لا يُصرف إلا بوصفات خاصة عن طريق الأطباء النفسيين، وفي الحقيقة أنا لا أنصحك باستعماله بصورةٍ دائمة أو مطلقة، ولكن لا مانع أن تتناوله عند اللزوم، فهو من الأدوية المنومة والفعالة والتي لا تؤدي إلى الإدمان كما ذكر.

بجانب هذه الأدوية التي تتناولها وهذا الدواء الذي وصفته لك أرجو يا أخ محمد أن تحاول أن تحسن من صحتك النومية، وذلك باتباع الآتي:

أولاً: تجنب نوم النهار بصورةٍ مطلقة، هذا أمر مهم جدّاً.

ثانياً: حاول أن تتناول كمية بسيطة من الطعام في وجبة العشاء.

ثالثاً: يجب أن تتوقف عن تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وكذلك البيبسي، وكل المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين؛ حيث أنها مُثيرة واستشعارية وتضعف النوم.

رابعاً: التمارين الرياضية تُعتبر ضرورية جدّاً، خاصة التمارين التي تجرى في أوقات الصباح.

هنالك أيضاً أشياء أخرى ضرورية، وهي أن تهيئ لنفسك الظروف التي تُساعدك على النوم، ومنها أن يكون المكان هادئاً، وأن لا تذهب إلى الفراش إلا عندما تحس أنك تريد أن تنام، ويمكنك أيضاً أن تقرأ بعض القراءات البسيطة والغير مثيرة قبل النوم، وأنت والحمد لله محافظاً على الأذكار، وهذا من الأشياء الطيبة والتي تُساعد كثيراً.

أرى أنك باتباعك لهذه الإرشادات مع تناول هذه الأدوية التي وصفت لك، سوف تجد أن نومك قد تحسن كثيراً بإذن الله.

لا شك أن الموضوع يتطلب الصبر، ويتطلب منك أن تعطي نفسك الفرصة حتى تكون الساعة البيولوجية أكثر اتزاناً، أي بأن تطبق الإرشادات السابقة التي ذكرتها لك وأن تصبر عليها؛ لأنها ربما تأخذ مدةً من الوقت حتى تظهر فعاليتها.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً