الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التبول اللاإرادي وحالة القلق التوقعي الناتجة عنه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توقفت عن التبول اللاإرادي عندما كان عمري عاماً واحداً فقط، ولكن عندما بلغت من العمر 14 عاماً تبولت ذات ليلة على نفسي، وبعدها بفترة (نفس العام) فعلتها ثانية، ومن بعد هاتين الليلتين أصبحت قلقة جداً، وأخاف أن يحدث هذا مجدداً وكل ليلة أخاف كثيراً.

وأصبحت أفكر بالأمر دائماً مع أنني لم أتبول بعد هاتين الليلتين، رجحت أن الأمر لعوامل نفسية، وربما انتقام مني لأني دائماً كنت أستهزئ بإخوتي الأصغر سناً مني لأنهم يتبولون لاإرادياً.

أرجوكم ساعدوني على تخطي هذه الأزمة ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / بتول حفظه الله.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد:

أؤكد لكِ أن هذا التخوف ليس إن شاء الله كنوع من الانتقام منك، هذا ليس صحيحاً، فالاستهزاء أو الممازحة مع الإخوة الصغار الذين يُعانون من التبول اللاإرادي يحدث في كثير من الأسر، وبالطبع لا نفضل مثل هذا النوع من الانتقاد، ولكنه حقيقة ماثلة موجودة في المجتمع.

الحالة التي تُعانين منها هي حقيقة ما يعرف بالقلق التوقعي، فأنت تخافين وتقلقين من شيء ليس من المنتظر أن يحدث، هو فقط شعور وقلق مما سوف يحدث بالرغم من ضعف الاحتمال، وأرجو أن تقنعي نفسك أن هذه الفكرة فكرة سخيفة وفكرة ليست صحيحة مطلقاً.
هذا هو الشيء الأساسي، أي حقِّري هذه الفكرة واستبدليها بفكرة أخرى، وقولي: أنا لن أتبول، أنا الحمد لله بخير، والتبول اللاإرادي يوجد وسط الأطفال وأنا لستُ بطفلة، أنا الحمد لله أبلغ من العمر ما يؤهلني لأن أتحكم في المثانة بصورةٍ كاملة.

نصيحتي لك أيضاً أن تقومي ببعض التمارين الرياضية التي تقوي عضلات البطن والمثانة، فهي إن شاء الله سوف تعطيك طمأنينة أكثر.

ربما يكون هذا القلق ولّد لديك بعض الوساوس، وأصبحت هذه الحالة وسواسية، وقلق الوساوس من الحالات النادرة ولكنها معروفة لدينا، لذا سوف أنصحك أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة، هذا الدواء يُعرف باسم أنفرانيل، وبالمناسبة هو يُستعمل في علاج التبول اللاإرادي، ولكنه في الأصل دواء لعلاج الاكتئاب والوساوس.
أنتِ لست بحاجة لأن تتناولي هذا الدواء بجرعةٍ كبيرة، نحن نعطي هذا الدواء بجرعة قد تصل إلى 200 مليجرام في اليوم، وأنتِ كل الذي تحتاجينه هو 25 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم 25 مليجرام ليلاً يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن الدواء.
الدواء من الأدوية السليمة والبسيطة، وكما ذكرت لك فإن الجرعة صغيرة جدّاً، وربما تحدث لك في الأيام الأولى للعلاج بعض الآثار الجانبية،مثل الشعور بالجفاف في الفم أو ثقل بسيط في العينين، وأرجو ألا تنزعجي من ذلك مطلقاً، فهو أمر ربما يحدث كما ذكرت، وإن حدث فإنه سوف يختفي إن شاء الله بمواصلة العلاج.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً