الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بلادة الإحساس وموت المشاعر وتحقير الذات

السؤال

السلام عليكم.

أشعر ببلادة الإحساس وموت المشاعر، فقد كنت قبل أعوام أنافس غيري في الحصول على كل شيء في الدراسة، الجمال، الشهرة، لفت الأنظار، أما الآن فقد أصبح الإخفاق في كل شيء تقريباً السمة التي تلازمني!
أرى زميلاتي يذاكرن وينجحن ولا يحرك ذلك في نفسي شيئاً! وأتلقى الاتصالات بأني قد رسبت وعلي إعادة السنة، فأضحك وأقول: هي ليست إلا الدنيا، وأتلقى التجريحات وكلام الناس بالشتم في ذاتي فأنسى ولا أهتم، وأقول: هي ليست إلا الدنيا!
ودائماً ما أنزل من قدري أمام الآخرين، فإن مدحوا شكلي قلت: ومن أين لشكلي الحسن حتى تمدحوه؟ وكذلك إن ذكروا ذكائي أو خلقي أو ما أشبه! وأحس بأني أقل من الناس كلهم وأن لا وجود لي أصلاً، فإذا ما مرت بي فتاة وتجاوزتني قلت: الحمد لله، هذا يعني أني أشغل حيزاً في هذا الكون، وأن الآخرين يرونني!

وأحس بالخجل الشديد والخوف الشديد والإحراج والتحسس وتحقير الذات! على الرغم مما حباني الله به من نعم، فأنا حسنة المنظر، ذكية، موهوبة، أجيد الرسم والشعر ومحاكاة المتفوقين، ولكني لا أحبذ حقاً إلا حفرة تضم فيها هذه الجثة الهامدة التي ماتت منذ سنين! فهل هناك من دواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت أوضحت في رسالتك أنك كنت في قمة الإبداع والتفوق، وقد كانت مشاعرك مندفعة جدّاً، ثم بعد ذلك انقلب الأمر إلى العكس تماماً، فهذا ربما يكون مرتبطاً بشخصيتك إلى درجة كبيرة، فكثير من الناس الذين يندفعون ويرون في نفسهم إيجابيات كثيرة، ربما يحدث لهم العكس، ويحدث نوع من الانهزام الذاتي لهم، لذا دائماً نقول: إن الوسطية في الأمور هي الأفضل.

السبب الثاني: ربما يكون حدث لك نوع من الشعور بالإحباط وردات الفعل السلبية حتى لأمور بسيطة، ربما هذا الإحباط يكون قد تحول إلى نوع من الاكتئاب الحقيقي.

الذي أرجوه -أيتها الأخت الفاضلة– هو أن تغيري من هذه الأفكار السلبية، أرجو أن تغرسي في نفسك وفي فكرك وفي وجدانك أفكاراً أكثر إيجابية، تأملي في كل شيء سلبي ذكرتيه في هذه الرسالة، وحاولي أن تستبدليه بما يقابله من فكر إيجابي، وتأملي في الفكر الإيجابي، هذا إن شاء الله سوف يساعدك كثيراً.

عليك أيضاً القيام بمهام يومية، ضعي جدولاً وبرنامجاً مع نفسك وقولي سوف ألتزم بالقيام به، لا تكوني غير عابئة، لا؛ هذا لا يجوز، هذا لا يصح، اشعري بقيمة نفسك، ضعي نفسك في مكان المسئولية الذاتية أمام الذات وأمام الآخرين، هذا الذي يشعرك بقيمتك إن شاء الله تعالى.

لا مانع أيضاً من أن تتناولي أحد الأدوية المحسنة للمزاج، والتي تزيد من الدافعية، هذا الدواء يعرف باسم بروزاك، هو دواء جيد في مثل هذه الحالات إن شاء الله، أرجو أن تتناوليه بمعدل كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر.

هنالك خطوات عملية مهمة جدّاً، وهي أيضاً أن تقومي بالانضمام إلى جمعيات نسائية خيرية أو نوع من الدراسات، حلقات التلاوة، مصاحبة الخيرات والصالحات من النساء، هذا إن شاء الله يعطيك الدافعية ويعطيك الشعور بقيمتك وبقيمة ذاتك.

الأمر يتطلب منك إعادة النظر في تفكيرك نحو نفسك، فأنت أفضل كثيراً مما تتصورين، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً