الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الإصابة بالسكري والمخاوف المفرطة من الإصابة به

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال عن مرض السكري: بصراحة أنا أخاف من مرض السكري، وأصبح موضوع مرض السكري عندي كحالة نفسية، صراحة أحاول دائماً أن آكل أي شيء لا يوجد فيه سكر، ومرات أخي الكريم أتناول أشياء فيها سكر ما يعادل 1g أو 2g من السكر، وأخشى على نفسي من مرض السكر، وأحياناً أسمع أن جسم الإنسان بحاجة إلى أكل مثل اللحم أو الدجاج أو الفواكه، فرأيت في موقعكم الكريم تقولون: ابتعد عن أكل الدهون أو المقالي أو السكريات.

فما معنى ألا نأكل شيئاً حتى لا نصاب بمرض السكر؟ وسمعت أن الخبز الأبيض يسبب السكري أيضاً، فماذا نأكل حتى لا نصاب بالسكر؟

وسؤالي الأخير: هل أكل مواد فيها سكر خفيف ك 1g أو 2 g يؤدي إلى السكري؟

آسف على رسالتي الطويلة، لكن أطلب من الله المساعدة ثم منكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خلدون سواقد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا الخوف من مرض السكر يحدث لبعض الناس، فنحن الآن نعيش في زمان فيه الكثير من الأمراض، وكثر الحديث عن الأمور الصحية في وسائل الإعلام، وهنالك نوع من التخبط، كما أن الناس أصبحوا أقل توكلاً في كثير من الأمور.

أخي: الذي أود أن أؤكده لك أن مرض السكر هو مرض عادي وهو يصيب الناس، والتمنع أو الابتعاد عن تناول السكر بهذه الصورة المطلقة لا يمنع حدوث السكر أبداً؛ لأن مرض السكري يحدث إذا كان لدى الإنسان القابلية لذلك، أي لديه الاستعداد الفطري أو الجيني، ثم تتأتى الظروف الأخرى مثل السمنة والإكثار من تناول السكريات.

إذن: فالإحجام الشديد عن تناول السكر خطأ ولن يمنع من مرض السكر أبداً، مرض السكر يتفاوت في نسبته بين المجتمعات، هنالك في منطقة الخليج مثلاً نعرف أن نسبة السكر 24% من السكان يعانون من مرض السكر، هنالك دول أخرى في أوروبا النسبة هي حاولي 7 إلى 8%... وهكذا.

أرجو يا أخي أن تكون وسطياً في تفكيرك، تناول الطعام المتوازن، لا تقس على نفسك بهذه الدرجة أبداً، مارس بعض الرياضة، ثم يمكنك أن تجري بعض الفحوصات العامة كل ستة أشهر، والحمد لله يا أخي، فالسكر حتى إذا أصاب الإنسان فهو إن شاء الله من الأمراض البسيطة التي يمكن أن يتحكم فيها الإنسان، عليك يا أخي أن تسأل الله أن يحفظك من سيئ الأسقام، هذا هو الذي أرجوه.

وإذا كان الخوف مسيطراً عليك لهذه الدرجة لا مانع أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف بصفة عامة، ومنها العقار الذي يعرف باسم باكسل Paxil، وجرعته هي 10 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين بعد الأكل، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة 20 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يخفض بعد ذلك إلى 10 مليجراما – أي نصف حبة – لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

أسأل الله أن يحفظك من كل داء وعليك التوكل والحمد لله وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً