الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حيرة الفتاة وترددها في القبول بالخطيب الجديد والتخلي عن الخاطب الأول لأنه عاطل عن العمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدم لخطبتي شاب قبل أربعة أشهر من دون أن يحضر أهله، وهو شاب عاطل عن العمل، حيث كان يعمل في سلك الأمن، ثم قدم استقالته نتيجة ضغوطات تعرض لها، وقال: إنه بمجرد حصوله على وظيفة سوف يحضر أهله، وقد وافق أبي على ذلك.

وكان يأمل بأن يجد عملاً بمجرد استقالته وبسرعة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث قام بالبحث في كل مكان ولكن دون جدوى، فأصيب بإحباط نتيجة ذلك وضغط أهله من جهة أخرى، حيث رفضوا مساعدته والوقوف معه، بالإضافة إلى تغير معاملتهم له وضغطهم الشديد عليه، حيث إنه كان يساهم بالجزء الأكبر من مرتبه في مصروف البيت، وقدم كل مدخراته لوالده، فقابلوا كل ذلك بالجحود مما أدى إلى التخاصم معهم، وهجرانه للمنزل عدة مرات، وأصبح يدور في حلقة مفرغة، وقد قدمت له الدعم المادي والمعنوي من أجل مساعدته على تخطي الوضع ولكن دون جدوى.

وفي الأيام الأخيرة تقدم شاب آخر لخطبتي جاهز من كل شيء فأصبحت في موقف الاختيار بينهما، وبت حائرة في الأمر، فهل أتخلى عن الشاب الأول رغم أنه صرف النظر عن الهجرة للخارج نيتجة تمسكه بي وأقبل بالثاني؟

أرجو من سيادتكم أن تفيدوني برأيكم وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نفيسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المؤمن لا يخطب على خطبة أخيه حتى يترك أو يأذن، وأرجو أن يقوم أولياؤك بمخاطبة الخاطب الأول وأخذ رأيه في الموضوع، فإن أذن ففي ذلك خير إذا كان الخاطب الثاني مناسب، مع ضرورة أن تقدمي الدين عند قبولك بالخاطب.

وعليك بصلاة الاستخارة ومشاورة أهل الخبرة والدراية، ثم بمشاورة من حضرك من أرحامك من أهل الخبرة والدراية، ولا يخفى عليك أن الفتاة تسعد مع من تجد في نفسها ميلاً إليه، فاختاري ما تطمئن نفسك إليه، واعلمي أن (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

ولا بأس من طلب مهلة قبل إعطاء الجواب حتى يتمكن أهلك من الوقوف على أحوال الخاطب الأول والثاني.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإنه سبحانه وعد بتيسير الأمور فقال سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)، [الطلاق:2]، وقال سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4].

وأرجو أن تحرصي على حسن الاعتذار وتطييب الخواطر، وشجعوا الخاطب الأول على ضرورة الصبر على أهله فإن لهم حقوقاً.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً