الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقوي ثقتي بنفسي ويكون لي هدف؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 24 سنة أنهيت دراسة الهندسة المدنية من جامعة مرموقة في الأردن، لكني كلما عملت بوظيفة تركتها لعدم قدرتي على التأقلم مع الناس.

أنا بطبعي انطوائي، وهذا العمل يتطلب الجرأة والاختلاط مع الناس وأنا غير متعود على ذلك، أحس أني فاشل بلا قيمة، لا أحب أن أواجه أحداً حتى لا يسألني عن العمل، لم أعد أهتم بالعمل، وكرهت الدنيا، حتى أن أهلي يضغطون علي على العمل وأسبب المشاكل معهم، وهذا العمل يتطلب شخصية قوية، وأنا شخصيتي ضعيفة جداً.

أضف إلى ذلك الخوف الذي عندي سواء من قيادة السيارة، فأنا مع أني حاصل على رخصة سواقة إلا أني أخاف من القيادة، وأخاف من الموت لنفسي أو لأبي أو لأمي، أنا أحس أني لا شيء، بدون هدف، بدون شخصية، نكرة.

فأفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ح. د حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الحالة التي تعاني منها وهي الشعور بالدونية، أي الشعور بالنقص، هي بالطبع حالة مكتسبة، لأنك الحمد لله قد درست الهندسة وقد نجحت في ذلك، وذلك بالطبع يدل أنه لديك مقدرات من الناحية الشخصية ومن النواحي المعرفية وناحية الذكاء والقدرة على التحصيل.

إذن -يا أخي-: قد اكتسبت هذا الوضع الجديد، ربما تكون لإخفاقات بسيطة حدثت لك في الحياة، ربما تكون أنت حساسا أكثر من اللزوم.

الشيء الذي أود أن أقوله لك، هو لابد أن تعيد تقييم نفسك، أرجو ألا تحقر ذاتك، هذا أمر ضروري جدّاً، أنا متأكد إذا قمت بسؤال الآخرين نحو نفسك سوف يفيدوك بأنك أفضل مما تتصور، لا داع أن تقوم بذلك بالطبع، ولكن هنالك بعض التجارب العلمية التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من نفس صعوباتك، واتضح أن إجابة الآخرين لهم كانت مخالفة تماماً لما يعتقدون.

إذن أرجو أن ترفع من تقدير نفسك، قل مع نفسك ما تراه حولها ليس صحيحاً، أنت أفضل من ذلك، أنت أقيم من ذلك، لا تشعر بالدونية، قل لن أشعر بالدونية بعد اليوم، وابدأ وانطلق، كافح في كل دروب الحياة، لابد أن تبحث عن عمل، لا تقل أنا فاشل، فأنت لست بفاشل ولكنَّك فرضت الفشل على نفسك، كلا.. فلديك مقومات النجاح، إذن الأمر يتطلب منك التغيير لفكرك.

كيف تقول أنك بدون هدف؟ الحياة كلها أهداف، خلقنا في هذه الدنيا كي نعبد الله، وهو الهدف الأسمى، كي نعمل، كي نعمر، كي نتزوج، كي تكون لنا أسر، كي نساعد بعضنا البعض، هذه يا أخي كلها أهداف نبيلة جدّاً، لابد أن تقوم بمشاركة الإنسانية، لابد أن يكون لك نصيب في هذا، لا توقف نفسك، لا توقف مسيرتك.

أخي يمكن أيضاً أن تستعين بالأصدقاء، من تعرف من الإخوة الأفاضل، حاول أن تتفاعل معهم، حاول أن تقتدي بهم، حاول أن تعمل الأشياء الإيجابية التي يقومون بها، هذا أمر ضروري جدّاً جدّاً.

ارفع من مهاراتك، وذلك بالانخراط في العمل التطوعي، في الجمعيات الشبابية، في حلقات التلاوة، في الفرق الشبابية الرياضية، كلها أمور تساعد إن شاء الله على بناء المهارات الاجتماعية.

الجانب الآخر هو أنني سوف أصف لك دواء بسيطاً إن شاء الله، وهو فعّال ومفيد، لا أقول لك في تقوية الشخصية، ولكن في إزالة هذه المخاوف وهذه الانفعالات السلبية، وإن شاء الله سوف تستطيع أن تقود السيارة.

الدواء يعرف باسم فافرين، ابدأ بجرعة 50 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 100 مليجرام ليلاً وتناوله لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة مرة أخرى إلى 50 مليجرام لمدة شهرين، ثم توقف عنه.

هو إن شاء الله من الأدوية البسيطة والجميلة والفعّالة جدّاً، وسوف يعطيك إن شاء الله ثقة ويزيل هذه المخاوف، كما أن مخاوفك نحو الموت لك ولوالديك هي ذات طابع وسواسي، وفي هذه الحالة سيكون إن شاء الله الفافرين أيضاً دواء فعّال ومفيد، وأنا متفائل جدّاً أن أحوالك وأمورك إن شاء الله سوف تكون أفضل في المستقبل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً