الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل زيادة القرب من الله

السؤال

السلام عليكم.

منذ صغري وأنا أعرف الله وأخاف منه كثيراً، ولكن عندما كبرت تراجعت عن ذلك، ولكن اليوم أصلي مفرد والباقي لا أصليها؟

فأرجو منكم أن تفيدوني أفادكم الله.

أريد ان أتقرب منه أكثر ؟ كيف؟؟ رحمكم الله

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ايمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أسعدني سؤالك، ونسأل الله أن يردك إلى صوابك، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك والإخوان.

ولا شك أن سؤالك مهم، فقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، فالجأ إلى الله فإن التوفيق في يديه سبحانه، ولعل من حسن الموافقات أن يكون السؤال في شهر القربات وموسم الرحمات.
وأرجو أن تكون بداية التصحيح بتوبة لله نصوح، واعلم أن من ترك الطعام والشراب لله يستطيع أن يترك كل شيء من أجل مرضاة الله، فجدد معرفتك بالعظيم، واعلم بأنه غني كريم، ومع ذلك فهو سبحانه يفرح بتوبة التائبين.
واعلم أن الصلاة عنوان الفلاح، وهي الميزان في الدنيا والآخرة، فالمحافظة عليها في جماعة سمة الصالحين، وفي الآخرة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان، فإن صلحت صلح سائر العمل، ثم تقرب لله بأداء الفرائض، فإنه لا تجدي نافلة حتى تؤدى الفريضة، وما تقرب العباد إلى الله بشيء أحب إليه مما افترضه عليهم.
وأرجو أن تبحث عن رفقة صالحة تذكرك بالله إذا نسيت وتعينك على طاعة الله إن ذكرت، واحرص على طلب العلم الشرعي، فإن الفقيه الواحد أشد على الشيطان من ألف عابد، وإن العلم هو أول مطلوب، قال تعالى: (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ))[محمد:19].
وعليك بالإخلاص لله في عملك، فإنه ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع، فأخلص في عملك يكفك القليل، وتوكل على العظيم الجليل، وارفع أكف الضراعة وواظب على تلاوة التنزيل، ولا يخفى عليك أن الإحساس بالتقصير هو أول وأهم خطوات العودة إلى ما يرضي العفو القدير.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالحرص على طاعته، وأرجو أن تكثر من ذكره وشكره وتلاوة كتابه، ولا تنس طاعة الوالدين وصله الأرحام، وكثرة الصلاة والسلام على رسولنا المختار.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وبالله التوفيق والسداد!


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً