الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة التردد والشكوك والوساوس وعدم الثقة بالنفس

السؤال

أشكركم على اهتمامكم بزوار الشبكة الإسلامية.

مشكلتي تبدأ منذ الصغر، كنت دائماً أشعر أنني إنسان ليس لي أي قيمة وسط أهلي أو زملائي في المدرسة، حيث كانوا لا يشاركونني الرأي أبداً، ولا حتى أهلي لأني كنت دائماً متردداً في قراراتي، دائماً أخاف من المسئولية.

وكنت أعاني من وساوس شديدة كانت تسبب لي صداعاً لا أستطيع أن أتحلمه، كنت لا أستطيع أن أذهب إلى طبيب نفسي خوفاً من أهلي لأنهم سوف يعتبرونني مجنوناً.
كنت أعرف أن شخصيتي مترددة ولا أثق في نفسي، وعندما أحاول أفشل دائماً.

كنت أرى زملائي واثقين في تصرفاتهم، وأشعر بالأسى على نفسي، وعشت في أحلام يقظة وسرحان لفترات طويلة.

أعاني من وسواس قهري دائماً، أشعر أن زملائي عندما يتكلمون فيما بينهم أشعر أنهم يتكلمون عني.

لقد أصبحت أشك في كل شيء حتى في ديني أشك فيه بشدة، فالرجاء ساعدني،
أريد دواء أياً كانت تكلفته ولكن لا يسبب أي آثار جانبية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً أخي على سؤالك.

لا شك أن أمر الثقة بالنفس هو أمر مطلوب، والإنسان يمكن أن يكسب الثقة في ذاته ويمكن أن يفتقدها، فإذا ركز الإنسان على الأمور السلبية في شخصيته هذا بالطبع سوف يؤدي إلى اهتزاز في الثقة بالنفس، أما الإنسان الذي يرى نفسه بالمنظار الإيجابي، ويركز على إيجابياته ويتفهمها، ويحاول أن ينميها ويطورها، لا شك أنه لن يكون متردداً، ولن ينظر لنفسه كشخص صاحب علة أو ضعيف في شخصيه.

أخي! أقول لك: إنك الحمد لله أنت الآن أكملت تعليمك وأصبحت مؤهلاً كمهندسٍ، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون حافزاً لك فيما يتعلق بشخصيتك، أنت الآن تمتلك الحمد لله سلاح المعرفة والعلم، وهذا من الأسلحة القوية، لذا أرجو - يا أخي - ألا تحقر نفسك، وألا تقيم نفسك بهذه المعايير السلبية، كن فعَّالا وكن متواصلاً، كن مجيداً في عملك، وحاول أن تضع أهدافاً مستقبلية وأن تضع الآليات المناسبة التي توصلك لهذه الأهداف.

وبالنسبة أنك عائش في أحلام اليقظة؛ هذه مرحلة قد تكون مرحلة طبيعية جدّاً قد تمر بأي إنسان في مرحلة اليفاعة، إذن أرجو ألا تشغل نفسك بهذا، وإذا أتتك أفكار وتعرف أنها أفكار اليقظة عليك أن توقفها، قل: لن أسترسل في هذه الأفكار، أريد أن أتحول من الخيال إلى الواقع، وهكذا.

بالنسبة لما قلت أنه وسواس قهري وأنك حين ترى زملائك يتكلمون فيما بينهم تشعر أنهم يتكلمون عنك، هذه ليست وساوس، هذا نوع من الظنان والشك، وهو الحمد لله لم يصل لدرجة عالية، ولكن لابد أن يعالج، ولابد أن تحاول أن تحسن الظن وألا تسيء التأويل، وأود أن أنصحك أيضاً أن هنالك أدوية ممتازة تساعد في هذا.

الدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم رزبريدال أو رزبريدون، ابدأ في تناوله بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة بعد ذلك إلى 2 مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة خمسة أشهر، ثم خفضها إلى واحد مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها.

أخي: إن شاء الله باتباع هذه الإرشادات وتناول هذا الدواء سوف تختفي الأعراض التي ذكرتها، وعليك أن تكون فعّالاً وأكثر ثقة بنفسك، وبالله التوفيق، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً