الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة بشأن الملل من انتظار إجابة الدعاء

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة ملتزمة، منذ أربع سنوات وحتى هذا الوقت أرفع يدي إلى الله عز وجل ملتمسةً الأوقات التي يُستجاب فيها، ومُحافظة على آداب الدعاء كلِّها، ولكن الآن أشعر بالملل من الانتظار، وأشعر أن الدنيا تسير بعكس ما أُخطط لها. فأرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرحم الله رجالاً من سلف أمتي كانوا يتوجهون إلى الله بالدعاء، فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يُعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول لها: مثلُك لا يُجاب، أو يقول: لعل المصلحة في أن لا أُجاب، ومرحباً بكِ وبسائر الفتيات والشباب، ونسأل الله أن يلهمكِ الصواب، وأن يحقق لكِ ما تريدين إنه الوهاب.

وأرجو أن تعلمي أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (يُستجاب لأحدكم ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل فيقول: دعوت فلم أرَ يُستجَب لي، فيدع الدعاء).

فلا تتوقفي عن الدعاء، وتعوذي بالله من شيطانٍ همُّه أن يُحزن أهل الإيمان، وليس بضارِّهم إلا إذا قدَّر الرحمن، واعلمي أن الإجابة تتنوع، كما جاء عن رسولنا صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يدخر له من الأجر والثواب مثلها، وإما أن يدفع عنه من السوء والبلاء مثلها)، وقد ذكرنا كلام ابن الجوزي رحمه الله وهو يتكلم عن سلفنا الأبرار حين كان قائلهم يقول: (لعل المصلحة في أن لا أُجاب)، فكم من إنسانٍ سأل الله مالاً فكان سبباً لغفلته وضياعه، أو سأل الله أن يُعطيه عربة (سيارة) ليكون هلاكه بسببها.

فلا داعي للملل والقلق؛ فإنه قد يُوصل إلى سوء الأدب، ويجلب الاعتراض على الله، وتذكري أن الذي يرفع أكفه إلى الله لابد أن يفوز بالأجر أو بدفع البلاء، فإن الدعاء والقضاء يتعالجان بين السماء والأرض، ولا يرد البلاء إلا الدعاء، كما نتمنى أن تكثري من الاستغفار؛ لأننا نُحرم الخير والرزق والإجابة بعصياننا لله، كما أن الدعاء سلاح والسلاح يضار به، ولذا كان السلف يتهمون أنفسهم ويرددون: (مثلك لا يُجاب)، ثم يراجعون أنفسهم ويستغفرون ربهم، ثم يكررون المحاولات فتأتيهم الإجابة من رب الأرض والسماوات.

ولا يخفي عليكِ أن الدعاء هو العبادة، وأن الذي يدعو الله مأجورٌ لأنه يؤدي طاعة لله، ونسأل الله أن يحقق لكِ المقاصد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر احمد رجب

    أفادك الله وجزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً