الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات لساعية إلى الالتزام في ظل معاناتها من نقد أخواتها

السؤال

أنا فتاة أسعى دائماً إلى الالتزام لكن أعاني من مشاكل أسرية مع أخواتي، فأنا لا أتفاهم مع واحدة منهن، ربما لأنهن يختلفن في طريقة تفكيرهن، فأنا أسمع العديد من الانتقادات المؤلمة حتى إني فكرت في كثير من الأحيان في عدم التكلم معهن إلى الأبد، لكني أعود إلى رشدي وأحاول نسيان كل ما فات وأحاول البدء من جديد وأتقرب منهن لكن بدون جدوى.

علماً بأن والدي لا يحاولان تغيير الوضع لأنهما منشغلان فيما يقدمانه لنا غداً من أكل وشرب، ولا ينتبهان إلى ما يجري في البيت، وأنا أعذرهما لأنه لولاهما ما استطعت إكمال دراستي.

المرجو أن تقدموا لي ما يخرجني مما أنا فيه عاجلاً، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الصواب أن يقول الإنسان: لولا الله ثم والدي لم يحصل كذا وكذا، ومرحباً بك في موقعك، وكم نحن سعداء بحرصك على الخير وعودتك إلى أهل المنزل رغم تقصيرهم في حقك، ونسأل الله أن يسددك ويثبتك وأن يلهمك رشدك، وتقبلي تحيات آبائك وإخوانك الذين يشرفهم أن يكونوا في خدمة الشباب والفتيات، ولا عجب؛ فأنتم الأمل المرجو بعد توفيق الله، وهنيئاً لنا بشباب يملك إرادة التغيير ويصبر على الجفاء والتقصير؛ لأنه يرجو رحمة الله الرحيم وينتظر تأييد القدير.

أرجو أن تعلمي أن طريق الجنة محفوف بالأشواك والمكاره: (ولابد دون الشهد من إبر النحل)، وأن هذا سبيل أهل الإيمان الذين يفهمون قول الله: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:1-3].

ونحن ننصحك بالصبر والاحتساب ومقابلة السيئة بالحسنة لقوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) [المؤمنون:96]، وكم تمنينا أن تدرك من تريد الالتزام أنها سوف تواجه بعدد من العوائق، لكن الإنسان إذا تذكر لذة الثواب نسي ما يجد من آلام ومعاناة وعتاب.

لقد أفرحني اعترافك بفضل والديك، وهذا دليل على الخير والوفاء، وأرجو أن تكسبي ودهما وتقتربي منهما وسوف يكون عوناً لك على الإصلاح والثبات بعد توفيق الكريم صاحب الهبات.

أرجو أن تحسني إلى أخواتك فإن الناس جبلوا على حب من يحسن إليهم، وإذا أحبوك قبلوا كلامك وساروا على دربك، وعليك بتقوى الله والصبر والإحسان، فإن الله يحب المتقين وهو سبحانه مع الصابرين، وهو سبحانه يحب المحسنين، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد ** وبالتقوى يلين لك الحديد

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يجعل هدايتهم على يديك، وشكراً لك على تواصلك مع الموقع وتفاعلك.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً