الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الارتخاء البسيط في الصمام المترالي لا يعتبر مرضاً

السؤال

عناية الدكتور الفاضل محمد عبد العليم حفظه الله!
لقد بعثت لكم قبل هذه المرة عن حالتي، حيث أنني تناولت حبة منشط جنسي قبل أكثر من 8 سنوات، وما زلت أعاني من هذه الأعراض حتى الآن، وذهبت منذ ذلك الحين إلى الكثير من الأطباء المختصين وجميعهم أجمعوا أن المشكلة نفسية، وأنتم أشرتم علي بتناول السبراليكس، وأشعر بتحسن كبير، ولكني ما زلت أعاني.
ذهبت منذ فترة إلى طبيب قلب آخر، وعند تصوير القلب اتضح أنه يوجد عندي ارتخاء بسيط في الصمام المترالي، ولكنه قال لي: إن لا علاقة للأعراض التي أعاني منها والصمام المترالي، ولكنني منذ ذلك الحين أفكر في هذا الأمر، وهو يضايقني، وعندما سألته عن العلاج؟ قال: اذهب إلى الطبيب النفسي، فما هي الحقيقة العلمية؟ وهل أنا بحاجة لمنظم لدقات القلب؟ وماذا أفعل - يا دكتور - أشر علي بارك الله فيك؟
فقد كنت أشعر بتحسن مع السبراليكس أما الآن فأشعر بأنه قد جدت مشكلة جديدة قد تكون السبب في كل ما يحصل لي.
مع شكري الجزيل لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا ملمٌ تماماً باستشاراتك السابقة وما ورد بها، وأشكرك على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظن الجميع.

أؤكد لك وبكل صدق أن الارتخاء البسيط في (الصمام المترالي) لا يعتبر مرضاً، وصدقني أن هنالك دراسة أشارت أن 5 إلى 10% من الناس يعانون من هذه العلة، وحين أقول العلة أي أن هذا الأمر (التخليقي الموجود) وهو يعتبر بالمقاييس الطبية أمراً طبيعيّاً، يعتبر هو - لا أقول: العيوب، الناس تقول: العيوب الخلقية، الخلق ليس فيه عيب حقيقة – من التغير الذي يولد به الإنسان الطبيعي، وأرجو أن تتأكد أن هذا الأمر لا يعتبر علة في القلب بكل المقاييس.

نحن نقول حين نناقش مع زملائنا الأطباء أو نقوم بمحاضرة أمام الأطباء أو طلاب الطب: حين يأتيك إنسان يعاني من القلق النفسي، القلق النفسي حالة نفسية، ولكن هنالك ما يعرف بالتشخيصات المفارقة، أي ما هي الأشياء التي يجب أن تضعها في ذهنك، حين يأتيك مريض يشتكي من القلق أو التوتر أو العصبية أو تسارع في ضربات القلب أو الرعشة أو شعور بالضيق والانقباض في الصدر... وهكذا؟ هذه الأعراض العامة للقلق، نقول لهم: ما هي التشخيصات الأخرى المفارقة التي يجب أن تضعها في الاعتبار؟
التشخيصات الأخرى المفارقة هي:
1- زيادة إفراز الغدة الدرقية، الذين يعانون من زيادة إفراز الغدة الدرقية أيضاً قد يصابون بهذه الضربات والخفقان والتوتر.

2- ارتخاء الصمام الماتراني، إذن هو تشخيص مفارق.

3- هنالك حالة أيضاً تصيب الغدة فوق الكلوية، يحدث فيها إفراز الأدرانيل بكميات كبيرة، وهي حالة نعرفها بالرغم من أنها نادرة جدّاً.

إذن أنت في الحقيقة لك الحق من أن تشتكي من هذه الضربات، ضربات ناتجة عن ارتخاء في (الصمام الماتراني)، ولكن صدقني ليست أبداً تدل على علة في القلب، ارتخاء (الصمام الماتراني) الذي خلق مع الإنسان لا يعتبر حالة مرضية، ولكنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في ضربات القلب، ولكن هذا يربط بالقلق النفسي، إذن حالتك هي نفسية وإن كان هنالك منشأ عضوي لها، إذن أرجو أن تطمئن تماماً، وأرجو أن يكون هذا التفسير مقبولاً ومعقولاً بالنسبة لك، وفي الحقيقة أنت لا تحتاج لأي منظم في ضربات القلب ولا لأي جراحة في القلب، كل الذي تحتاجه هو أن تطمئن وأن تثق ثقة تامة أن هذه الحالة يعاني منها 5 إلى 10% ولا تتطلب أي تدخل طبي.

حين تكون الضربات مزعجة جدّاً لبعض الناس نقول لهم: يمكن أن تتناول عقار الإندرال، وهو يساعد في تنظيم هذه الضربات وتقليلها، يمكن أن يتناول الإنسان الإندرال بجرعة 10 مليجرام صباح ومساء، أو حتى 20 مليجرام صباح ومساء، في الحالات الشديدة يوجد نوع من الإندرال يقال له (إندرال 80)، يمكن للإنسان أن يتناول بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، ويعتبر جيد جدّاً، ويزيل كل هذه الضربات والشعور بالقلق والتوتر، وأيضاً أنواع الإندرال الأخرى والجرعة التي ذكرتها تعتبر فعّالة.

إذن لا يوجد أي مانع إذا أردت أن تتناول جرعة بسيطة من الإندرال، وسيظل السبراليكس هو علاجك الرئيسي، أرجو أن تستمر عليه، وأرجو أن تطمئن تماماً، وأرجو ألا تتنقل بين الأطباء، ولكن لا مانع أن تقوم كل سنتين مثلاً بإجراء الموجات الصوتية للقلب؛ لمجرد المقارنة، ومعرفة أن هذا الأمر لم يتغير أو لم يزد، وبعدها سوف تطمئن وسوف تترك الأمر تلقائياً، ولا يتطلب الأمر أي جراحة ولا أي منظم للقلب، ولا يتطلب أن تعتبر نفسك مريضاً بأمراض القلب.

أرجو أن تطمئن، وأسأل الله لنا ولك العافية والشفاء ولجميع المسلمين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً