الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للفتاة المسلمة أن تحب؟

السؤال

السلام عليكم.

هل للفتاة المسلمة في عمر الرابعة عشرة أن تحب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Madlin حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن كلمة الحب تعرضت للتشويه ووضعت في غير موضعها الصحيح، حتى وجد من يعتبر الفسق والخروج عن الدين والخيانة للأعراض وممارسة الكذب والخداع مع الجنس الآخر حب، وإذا أردنا أن نصحح المفاهيم فإننا نقول: الحياة حب، ورأس الحب وأصله وروحه محبة الله الخالق المبدع الكريم الوهاب، ثم الحب لرسوله -صلى الله عليه وسلم- الذي بلغنا الهدى وأنقذنا الله به من الظلمات إلى النور، وكل حب بعد ذلك ينبغي أن يقوم على هذا الأساس حتى يدخل الحب بأنواعه في طاعة الله، فيحب الإنسان والديه وأرحامه وأولاده، وتحب المرأة زوجها الذي اختارها على الأسس الشرعية في ضوء الشمس ووضح النهار، وبعد علم الأب والعم، الجار، بل إن المرأة تؤجر على حبها ووفائها لزوجها؛ لأن ذلك من دين الله وشرعه.

أما بالنسبة للحب الذي يشيع بين الشباب اليوم فهو خروج عن الآداب الشرعية وترفضه الفطر السليمة، والخسارة فيه كبيرة، خاصة على الفتاة، وقد أثبتت هذه الطريقة فشلها وخطرها عند أهل الكفر وأهل الإسلام، وثبت أنها من أهم أسباب فشل العلاقات الزوجية مستقبلاً، فليس هناك أفضل من النظام الشرعي الذي يؤسس للحب الحقيقي بالرباط الشرعي والرضى والقبول والإعلان، وهو حب صادق يصمد أمام صعوبات الحياة والأزمات، بخلاف حب الخداع والمجاملة الذي يقوم على ذكر الإيجابيات وإخفاء السلبيات.

فاحذري -يا ابنتي- من العواطف الرخيصة والذئاب البشرية الماكرة الذين يمارسون خداع الفتيات، فإذا نالوا منها ما يريدون رموها كالعلكة في القمامة مع الأوساخ، وانتقلوا إلى ضحية أخرى، واعلمي أن الإسلام يريد للحب أن يكون مسئولية ووفاء وبر وحرص على المصالح العليا، وقبل ذلك أداء الحقوق الشرعية.

ولا داعي للاستعجال، وسوف يأتيك ما قدره لك الله، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين والأخلاق الذي يطرق الباب ويعلن رغبته للأهل والأحباب، ويحب السنة ويدور مع الكتاب، ونسأل الله أن يلهمك الصواب، وهذه وصيتي لك بتقوى الله الكريم الوهاب، ونسأل الله أن يقدر الخير ثم يرضك به، ومرحباً بك في موقعك، وشكراً لك على هذا السؤال.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً