الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض القلق وآليات علاجه

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من اكتئاب منذ أكثر من 4 سنوات، وتناولت دواء (البروزاك) في هذه المدة، لكني انقطعت عنه بسبب حملي.

المهم هو أني أشعر بأنني أعيش في خيال لا أعرف كيف أصف لكم شعوري، أشعر بأني لست في هذه الدنيا، والأشياء غير واضحة أمامي؛ ممايزعجني جداً، بالذات هناك بعض الأضواء التي تزعجني، فهل هذا من أعراض الاكتئاب أيضاً؟

طبعاً أنا الآن أعاني من أعراض كثيرة لكنها ليست محل سؤالي، كألم الجسم - وعدم القدرة على التنفس، وإمساك وألم شديد في المعدة، والتعب لأقل مجهود، لكن سؤالي أركز فيه على رؤيتي لهذا العالم التي يشبه الخيال.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الشعور الذي يحدث لك حقيقة هو من أعراض القلق وليس من أعراض الاكتئاب، وهذا الشعور الذي يتمثل في أنك تعيشين في خيال، أو أنك لست مرتبطة بالواقع أو -الذي وصفه أحد الأطباء النفسيين- أن الإنسان يرى نفسه أنه ليس في نفسه، هو حقيقة ناتج عن القلق لدى بعض الناس.

أما الأعراض الأخرى كعدم القدرة على التنفس أيضاً قد تكون ناتجة عن القلق، ولكن ما دام أنه يوجد إمساك، وألم شديد، وتعب لأقل مجهود، فهذه الأعراض الجسدية للاكتئاب، ولكنه حقيقة ليس باكتئاب مزعج، فالصلة بين القلق والاكتئاب هي صلة قوية جدّاً، ويجب أن نأخذ كل هذه الأعراض مع بعضها البعض، ونضعها في إطار واحد، لأن ذلك أفضل بالنسبة لك حتى من الناحية العلاجية.

هذا الخيال أو الشعور الغريب الذي ينتابك مع الأعراض الأخرى يجب أن توضع في إطار واحد، وقد تتطلب منك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وهي أدوية كثيرة وسليمة وفعّالة جدًّ، وبما أنك تعانين من آلام بالمعدة فربما لا يكون (البروزاك) دواء مثاليا؛ لأنه في حد ذاته ربما يؤدي إلى تجمع وتكون الحوامض بالمعدة في الأيام الأولى للعلاج، ويؤدي إلى بعض الآلام وعسر الهضم، ولكن إذا تناوله الإنسان بعد الأكل غالباً لا يعاني من هذه الأعراض.

الدواء الذي ربما يكون أنسب وأفضل لحالتك هو أحد الأدوية القديمة الذي يعرف باسم (تفرانيل)، وهو دواء جيد ومفيد لمثل هذه الأعراض، ويمكن أن تتناوليه بجرعة (25 مليجرام) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى (50 مليجرام) لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى (25 مليجرام) لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عنه.

هنالك آليات علاجية أخرى مفيدة جدّاً لمثل هذا النوع من الأعراض خاصة التعب لأقل جهد، يقال إن الرياضة المتدرجة تفيد كثيراً، كما أن التعرض للضوء بصفة عامة والتعرض لأشعة الشمس في الصباح يساعد كثيراً في اختفاء هذه الأعراض، كما أن تمارين الاسترخاء -خاصة تمارين التنفس- تساعد في علاج الضيق الذي يحدث لك، والرياضة بالطبع سوف تفيد كثيراً في علاج الإمساك.

إذن أرجو أن تتناولي الدواء الذي وصفته لك، وتمارسي التمارين الرياضية، وتمارين الاسترخاء، وتعريض نفسك لأشعة الشمس والضوء، فهذه كلها آليات علاجية مفيدة جدّاً، ولا تشغلي نفسك كثيراً بهذا الشعور الغريب (الشعور الخيالي)، فهو جزء من القلق الذي امتد وتطور بعض الشيء إلى أعراض اكتئابية، وبعلاجه -إن شاء الله- سوف تكون الأمور كلها جيدة.

أسأل الله لك الصحة والعافية والشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً