الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر عقار زيروكسات في توليد العنف.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ترددت في شراء دواء الزيروكسات، وذلك لأني قرأت عنه في بغض مواقع الإنترنت، وهذا جزء من النص الذي قرأته المتعلق بهذا الدواء:

(دواء «زيروكسات» الذي دفعت الشركة المنتجة له 8,6 ملايين دولار تعويضا لعائلة قام أحد أفرادها بسبب أعراض الدواء الجانبية بقتل زوجته وابنته وحفيدته ثم أقدم على الانتحار بعد أن أصابه الدواء بالجنون والهياج.

وصدر حكم آخر ضد الشركة ذاتها سنة 2002، بتهمة إخفاء معلومات عن الأطباء بشأن الأعراض الجانبية المخيفة لهذا العقار الذي يفترض أنه يعالج الاكتئاب).
أفيدوني وجزاكم الله كل خير، وعيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khelafi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد دار الكثير من اللغط حول دواء زيروكسات، وبروزاك، وحتى فافرين، أي كل الأدوية التي تعمل من خلال ما يعرف باسم (Ssris)، وقد قيل إنها قد تولد العنف لدى بعض الناس، وقد تؤدي إلى الانتحار، وخاصة وسط الشباب، وربما تؤدي أيضاً إلى العنف الخارجي، والذي يتمثل في إيقاع الأذى بالآخرين، ولكن هذه القضية ليست واضحة المعالم حقيقة، وإن كانت الأبحاث تميل وبصورة قوية أن الأشخاص الذين يقومون بهذا العمل هو ناتج من حالتهم النفسية الأولى، أي أنهم لم يستجيبوا للدواء بالصورة المطلوبة.
ويعرف تماماً أن بعض أنواع الاكتئاب يؤدي فيها الشخص أعمالاً لا تتناسب مع شخصيته، على سبيل المثال قد يقوم الشخص بما يعرف بقتل الرحمة، يقتل من يحب، ثم بعد ذلك يقوم بقتل نفسه، وهذه معروفة لدينا، وهناك بعض مرضى الاكتئاب يقومون بالسرقة من المحلات الكبيرة وإن كانوا هم من الأثرياء، وقد فسرها العلماء أنهم يبحثون عن العقوبة الذاتية، أي أن يعاقبوا... وهكذا.
وبالمناسبة هناك حالات أخرى غير هذه الحالة، ربما يكون ناتجاً عن المرض الأصلي.
ثانياً: هناك تفسير وهو التفسير الذي أراه أحوط وأفضل، أن بعض مرضى الاكتئاب هم في الأصل يعانون من حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أي أن حالتهم هي اكتئاب يتقلب مع الوضع الآخر، وهو ارتفاع في المزاج، فالمريض يأتي للطبيب وهو يعاني من الاكتئاب، ولا يكون هناك تاريخ مطلقاً لارتفاع المزاج، فيعتبره الطبيب أحادي القطبية وليس ثنائي القطبية، ثم بعد أن يتناول المريض العلاج للاكتئاب يرتفع مزاجه ويدخل في القطب الثاني، وهو قطب ارتفاع المزاج، وكثرة الحركة والكلام وربما العنف، وفي هذه الحالة ربما يرتكب الإنسان هذه المخالفات القانونية.

إذن الدواء يكون هو الذي أيقظ القطب الثاني في المرض لشخص أصلاً يعاني من اضطراب مزاجي ثنائي القطبية وليس أحادي القطبية، ولكن نقول أن هذه الحالات حالات نادرة.

وأنا في نظري أن هناك قرائن تربط بين هذه الأدوية وتوليد بعض العنف لدى أقلية قليلة من الناس لا تذكر، ولكن هذه القرائن لا ترقى لدرجة البينات أبداً.

والآن التحذير يقول أننا يجب أن نحذر من إعطاء هذه الأدوية قبل عمر 17 سنة، نحذر ولا نمنع، نحذر أي أن نتدارس الحالة بصورة دقيقة ونراقب المريض، ونعطيه كميات قليلة من الدواء، ونتابع حالته بدقة، ونتأكد أنه لا يعاني من اضطراب ثنائي القطبية؛ لأنه كما ذكرت أن هذه الأدوية ربما تثير القطب الآخر، أو ربما تؤدي إلى تكرار المرض بصورة متكرر، مما يؤدي إلى هذا العنف.

هذا هو الذي وددت أن أوضحه في هذا السياق، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً