الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغبة الزوج في مكافأة الزوجة في حياته خوفاً من ظلمها بعد مماته؟

السؤال

أنا متزوج ولم يكرمني الله بالإنجاب، ومسكن الزوجية مشاركةً بيني وبين زوجتي، وأريد أن أكافئها في حياتي قبل مماتي، حتى أوفي حقها خوفاً من أن تُظلم بعد مماتي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم نحن سعداء بهذا الوفاء، ولن يضيع أجرك عند رب الأرض والسماء، ومرحباً بك في موقعك مع الإخوان والآباء، ونسأل الله أن يسعدكم في الدنيا ويوم اللقاء، وأن يحشرنا وإياكم في زمرة النبيين والصديقين والصالحين والشهداء.

ولا يخفى على أمثالك أن نِعم الله مُقَسَّمة، وكلنا صاحب نعمة، والسعيد هو الذي يُدرك نعم الله عليه ليقوم بشكرها، وحبذا لو نظر كل واحد منا إلى من هم أقل منه في العافية والمال والمناصب وكل جوانب الحياة الدنيا، وقد اقتضت حكمة الله أن يُعطي هذا مالاً ويحرمه العافية، ويعطي الآخر المال والعافية ويحرمه الولد (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)، [الشورى:49-50]، فسبحان من لا يسأل عما يفعل وهم يُسألون، والسعيد هو الراضي بقضاء الله وقدره، واختيار الله لنا أفضل من اختيارنا لأنفسنا، ومن هنا كان قائل السلف يقول: أصبحنا نرى سعادتنا في مواقع الأقدار.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله وبكثرة الاستغفار، فإن الله يقول: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)، [نوح:10-12]، ومن هنا كان السلف إذا أرادوا المال استغفروا الله، أو رغبوا في الولد استغفروا الله، كما أرجو أن تكثروا من الدعوات، والصلاة والسلام على من جاءنا بالخيرات.

واعلم أن السعادة ليست في المال ولا في الولدِ ولكنها منحة الله للنفوس المؤمنة الحريصة على ذكر الله وشكره والرضا بقضائه وقدره، فمن رُزق بعد الإيمان والتقوى شيئاً فذلك خير إلى خير، ومن حُرم الإيمان والتقوى فذلك هو الشقي وإن تقلب في النعيم والرياش، والتف حوله العظماء وصفق له الأوباش.

ولا يخفى عليك أن الإنصاف يبدأ بتسجيل حقها باسمها، ثم بإكرامها على صبرها، ولا مانع من ذلك ما دمت تتمتع بالعافية، ولست أدري ما هو سبب عدم الإنجاب حسب ما أفادة الأطباء الثقات، وهل بحثتم عن العلاج؟ فإن المسلم يفعل الأسباب ثم يتوكل على الوهاب، ويتوجه إلى من بيده الخيرات، فسبحان مالك الدنيا ويوم الحساب.

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله، وبشغل النفس بالمفيد، وبضرورة الحرص على مساعدة الناس، والاهتمام بصلة الأرحام، والإحسان للضعفاء والأيتام ليكون في حاجتكم من لا يغفل ولا ينام.

ونسأل الله أن يقدر لكما الخير ويرزقكما الرضوان، وأن يجمعنا بكم في عالي الجنان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً