الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشخصية المختلطة بالحياء والتكبر .. التشخيص والتقييم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
كيف نفسر الشخصية المختلطة بالحياء والتكبر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيُعرف أن هنالك عدة أنواع من الشخصيات، والشخصية بصفة عامة هي مجموع السمات أو الصفات التي يتميز أو يتصف بها الإنسان، وهنالك عدة مسببات تلعب الدور الأساسي في تكوين الشخصية، منها العوامل البايلوجية، وهي مهمة جداً، والعوامل الوراثية تأتي على رأس العوامل البايلوجية، ثم بعد ذلك العوامل البيئية، وهي تعتبر عوامل مهيئة في تكوين الشخصية أيضاً، وتنقسم الشخصية إلى عدة أنواع كما أسلفت، قد تكون الشخصية تحمل السمات بوضوح، ويتضح ذلك من خلال مقاييس الشخصية التي تجرى بواسطة الأطباء والمحللين والأخصائيين النفسيين، أي أن تكون الشخصية واضحة المعالم.

فمثلاً قد تجد إنساناً يحمل سمات الشخصية الوسواسية، أو تجد إنساناً آخر يحمل سمات الشخصية القلقة أو المتوترة، وهنالك الشخصية البارونية أو الشكوكية، وهنالك الشخصية الاعتمادية، وتوجد شخصية أخرى تعرف بالشخصية المضادة للمجتمع، وهنالك الشخصية القصورية، وهنالك الشخصية الاكتئابية، وهنالك الشخصية المتقلبة المزاج، وهنالك ما يعرف أيضاً بالشخصية الهستيرية، وهكذا.

هنالك عدة تشخيصات عالمية فيما يخص الشخصية، ولكن في بعض الحالات قد نجد سمات مختلفة تجتمع في شخصية واحدة، هذه السمات ربما تكون متجانسة، أو ربما تكون غير متجانسة، بمعنى أنها تكون مضادة لبعضها البعض، وهنا تكون الشخصية غير متزنة الأبعاد، ولا يعرف سبب لذلك، ولكن ربما تكون أيضاً العوامل البايلوجية، والعوامل البيئية والحياتية والتنشئة قد لعبت دوراً في هذا التكوين المتعارض للشخصية، وما ذكرتيه من شخصية مختلطة تحمل سمات الحياء والتكبر في ذات الوقت هو أمر غير مستغرب؛ لأنه يوجد ما يعرف بالشخصية المختلطة، الشخصية التي تحمل سماتٍ مضادة لبعضها البعض.

ويرى علماء النفس التحليليين أن التكبر في حد ذاته هو تعبير عن قصور الذات والبحث عما هو مفقود في داخل النفس والكيان البشري؛ ولذا يبدأ الإنسان بتعويضه بأن يتظاهر بالكبرياء والتكبر في مواقف لا تتطلب ذلك.

أما بالنسبة للحياء وهو القطب الآخر في هذه الشخصية المختلطة ربما تكون قد قصدت الخجل؛ لأن الحياء سمة جميلة وهو من الإيمان، ولكن هنالك شخصية تكون خجولة، أو لا تستطيع أن تنطلق وتنفتح في مواقع معينة، وهذا ربما يعتبر نوعاً من الدفاع النفسي، أحياناً يلجأ الإنسان بصورة شعورية أو لا شعورية لاتخاذ مواقف لتحميه أو تقيه من مواقفٍ معينة، وهذا هو الذي قد يفسر حالات الخجل هذه، أو ما وصفتيه بالحياء.
إذن أيتها الأخت الكريمة: يعرف لدينا في الطب النفسي الشخصية المختلطة، الشخصية غير المتزنة الأبعاد، والإنسان قد لا يظل على هذا السياق طول حياته، ربما يميل لأحد القطبين، قطب التكبر أو قطب الحياء والخجل، أو ربما يبدأ القطبان في التلاشي والضعف، وتظهر كينونة جديدة للشخصية تكون أكثر اتزاناً .

لا شك أن اضطرابات الشخصية الشديدة قد تؤدي إلى مصاعب بالنسبة لصاحبها، وبالنسبة لمن حوله، ويستفيد بعض الناس من العلاجات النفسية والتحليلية التي تتطلب المتابعة اللصيقة ولفترات طويلة.

ومن المهم جداً للإنسان أن يحاول أن يتطبع ويتمسك بقيم مجتمعه وقيم دينه؛ لأن هذه من الموجهات الرئيسية للشخصية للنضوج والاعتدال.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً