الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيادة جرعة فافرين لإزالة الحالة المرضية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم حفظه الله.
أنا يوسف من الجزائر صاحب آخر استشارة برقم (256167) منذ 5 أيام توقفت عن تناول الزيروكسات ورفعت الفافرين إلى 250 مغ أملا إن شاء الله أن أصل إلى 300 ملغ.

في الحقيقة يا دكتور لم تتحسن الحالة كثيراً بـ 200 ملغ من الفافرين، وصراحة كنت خائفاً أن أوقف الزيروكسات وأرفع الفافرين ولكني تشجعت وقررت رفع الجرعة، وفي الحقيقة يا دكتور تناول دواء واحد يريحني مادياً ومعنوياً وأرجو أن ينعكس كذلك على الشفاء إن شاء الله.

سؤالي يا دكتور هل جرعة 200 ملغ لم تكن كافية في مثل حالتي؟ وهل هناك أشخاص لم يستجيبوا جيداً لجرعة 200 ملغ واستجابوا إلى 250 أو 300 ملغ؟

وكم يتطلب الوقت ليبدأ مفعول الجرعة الجديدة؟

كذلك يا دكتور أنا حسب معلوماتي أن الفافرين يعتبر في أمريكا معالجا للوساوس القهرية أكثر منه من الاكتئاب، فأرجو من فضيلتكم أن توضح لي مدى فعالية الفافرين في علاج الاكتئاب والخوف، بعيداً عن الوساوس القهرية، لأنني ـ الحمد لله ـ لا أشكو من الوساوس القهرية، وحالتي أنت تعرفها جيداً من خلال الاستشارات مقارنة بأدوية ( انافرانيل ـ بروزاك ـ إفكسر ..) الخ.

وكما قلت لك يا دكتور في السابق أن الفافرين لا يستعمل هنا في الجزائر بكثرة، فأنت أملي الوحيد بعد الله عز وجل، وأنا على اتصال بك دائماً لأطلعك على الحالة إن شاء الله.

وجزاكم الله خيراً وجعلها في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أنا مقدر جداً وجزاك الله خيراً على اتصالاتك المتواصلة معنا، ونسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظنك، وأن نفي بما تطلبه من معلومات طبية نفسية.
جرعة الفافرين 200 مليجرام تعتبر جرعة جيدة، ولكن هنالك بعض الأشخاص لا يستجيبون إلا للجرعة الأعلى وهي 300 مليجرام.

إذن أخي أنت ـ الحمد لله ـ في النطاق الطبي الصحيح، وبكل المعايير العلمية نقول إن من لم يتحسن على 200 مليجرام، فهنالك أمل كبير جداً بإذن الله تعالى أن يتحسن على الجرعات الأعلى وهي 250 أو 300 مليجرام.

إذن أخي عليك الاستمرار ما دام أنت قد قطعت هذا الشوط الطويل مع هذا الدواء، وأنا أعتقد أنه بالصبر والمثابرة، وإرادة التحسن، سوف تجني إن شاء الله خيراً كثيراً.

الدواء بصورةٍ عامة من المفترض أن تظهر فعاليته في مثل حالتك بعد أربعة أسابيع، أي بعد رفع الجرعة إلى 250 مليجرام، أو 300 مليجرام، بعد أربعة أسابيع يجب أن تظهر الفعالية، ولكن هنالك حالات قد يتطلب الدواء مدة أطول، ذكر في بعض الكتب العلمية أن بعض الأدوية تتطلب مدة أربعة أو خمسة أو ستة أشهر حتى تؤدي فعاليتها، ولكن قل من يصبر بالطبع على هذه المدة.

إذن أخي عليك بالصبر، وإن شاء الله أنا متفائل أنك مع هذه الجرعة الجديدة سوف تستفيد كثيراً.

أنا أيضاً من أنصار اختصار الأدوية، ولا داعي للإكثار منها؛ حيث أنها ربما تتفاعل سلباً في بعض الحالات، كما أنها تؤثر قطعاً من الناحية المادية على الإنسان، هذا مبدأ صحيح أخي، وهو أن تتناول دواء واحداً، أو اثنين على الأكثر، ولكن يجب أن تكون الجرعة هي الجرعة الطبية الصحيحة، ويجب أن يكون هنالك التزام بتناولها، ويجب أن تصبر على الدواء حتى يؤدي فعاليته.

أما فيما يخص معلومتك عن الفافرين أنه في أمريكا يعتبر معالجاً للوساوس القهرية، هذا صحيح يا أخي، وتعرف أن في أمريكا الأدوية ترخص بصورةٍ مختلفة بعض الشيء عما هو في أوروبا، هنالك بعض التشدد من جانب الأمريكيين في استعمالات الأدوية، وذلك نسبةً للنواحي القانونية، وما تدفعه شركات الأدوية في حالات التقاضي، والخلافات التي تحدث بين بعض المرضى وأطبائهم والشركات المنتجة لهذه الأدوية.

وجدت شركة سولفي، وهي الشركة المنتجة لهذا الدواء وهي شركة هولندية، وجدت أنها حتى تغزو السوق الأمريكي، يجب أن تعرف الدواء كدواء مضاد للوساوس، ويعرف عنه أنه بالطبع دواء مضاد للوساوس، ولم تجد الشركة الفرصة لدخول السوق الأمريكية لتقديم الدواء كمضاد للاكتئاب والقلق، حيث أنه معروف علمياً وكل الأبحاث الأوروبية تثبت أنه دواء فعال جداً لعلاج الاكتئاب والقلق، ولكن حين تم مقارنته في أمريكا بالأدوية الأخرى وجد أنه أقل فعالية بعض الشيء، لدرجة بسيطة، حين قورن بالبروزاك على سبيل المثال، وجد أنه أقل فعالية في علاج الاكتئاب، وهذا لا يعني أن هذا الدواء غير فعال، أرجو أن أركز على هذه النقطة، ولكن وجد في الأبحاث الأمريكية أنه دواء فعال لعلاج الوساوس القهرية، ومن هذا المدخل استطاعت شركة سولفي الهولندية أن تدخل إلى السوق الأمريكية، ولكن أود أن أؤكد لك أن الدواء جيد جداً في علاج الاكتئاب النفسي، وقد أُدخل في الأسواق عام 1983م، بهذا الغرض، وقد غير حياة الناس كثيراً، وحسن أحوالهم وأدى إلى انحصار حالات الاكتئاب بالنسبة للأشخاص الذين كانوا يتناولونه.

فإذن أخي اطمئن أن الدواء سوف يفيدك، وأسأل الله أن تتحصل منه على الفائدة المرجوة.

أما بالنسبة لاستعمال الفافرين في الجزائر، فأنا أعرف أن هنالك فوارق بين الدول، وذلك يعتمد على درجة التسويق التي سوق بها الدواء، على سبيل المثال هنالك أدوية مثل الاستبالون توجد في فرنسا والجزائر والمغرب العربي، ولكنها قليلة الاستعمال في منطقة الخليج، ولا يستعمل في بريطانيا على سبيل المثال.

إذن هنالك نوع من الإقليمية إذا جاز التعبير في استعمال الأدوية، كما أن قوة الشركة المالية ووضعها من الناحية الإعلامية يؤثر كثيراً في انتشار الدواء، ولكن قطعاً أود أن أؤكد لك أن الفافرين تنطبق عليه كل الشروط العلمية المتوفرة فيما يخص فعاليته في علاج الاكتئاب النفسي، فأرجو أن تطمئن على ذلك أخي.

ونحن سعداء جداً على تواصلك معنا في الشبكة الإسلامية، وإطلاعنا على حالتك.

أخي الفاضل يوسف، أنا دائماً حريص أن أوصي الإخوة الأفاضل من أمثالك على الحرص على آليات العلاج الأخرى، الأدوية تساعد كثيراً، ولكن الفعالية والتفكير الإيجابي، وتذكر الجوانب الفعالة في حياة الإنسان، تعتبر أموراً أساسية جداً، كما أن إدارة الوقت، ورفع الكفاءة الاجتماعية والكفاءة المهنية والاطلاع وتوزيع الوقت وقضائه بصورة جيدة، وممارسة الرياضة، وبالطبع الالتزام الديني أيضاً، هذه كلها آليات علاجية فعالة جداً يجب أن لا نجهلها، وأنا على ثقة كاملة أنك أنت على دراية بذلك، فوددت فقط أن أذكرك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا العاشق

    انااستخدمت فافرين 100 وحالتي تحسنت

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً