الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب الإصابة بالمثانة العصبية للتر الواحد من الماء بداخل جسم الإنسان

السؤال

السلام عليكم.

عندي مثانة عصبية ووظائف الكلى لدي 3.5 وأريد أن أسأل سيادتكم عدة أسئلة:

1- قرأت في استشارات سيادتكم أنه لابد من تقليل شرب السوائل لمعالجة المثانة العصبية والعكس في سوء وظائف الكلى، فأصبحت متحيراً أأكثر أما أقل من شرب السوائل؟

2- أريد معرفة النسبة التوزيعية لواحد لتر ماء داخل جسم الإنسان؟

3-هل توافقونني على الامتناع عن شرب المياه قبل النوم ب 2 - 3 ساعات لمعالجة التبول اللاإرادي؟ وهل لها تأثير على الكلى؟

4- قرأت عن الشريط اللاصق في موقعكم لكن أريد التفاصيل عن الشريط من ناحية أعراضه الجانبية وهكذا؟

5- قرأت أن المثانة العصبية محتاجة لصبر ومثابرة، فما معنى ذلك؟ وهل الضيق النفسي الذي أحياناً يلازمني بسبب التبول الليلي يعتبر اعتراضاً على قضاء الله؟

6- هل يوجد شيء أرتديه عند النوم فعال ورخيص وبدون أعراض جانبية لمعالجة التبول اللا إرادي الذي يلازمني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MO حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأما عن سؤالك حول ما تجده من ضيق نفسي بسبب حالة البول غير اللإرادي فهذا السؤال بنفسه يدل بحمد الله تعالى على أنك بعيد عن الاعتراض على قضاء الله، فإنك تجد في نفسك الحرج من الله تعالى أن يرى منك ضيقاً على بلاء ابتلاك به، ولا ريب أن هذا دال دلالة ظاهرة على أنك بحمد الله مسلِّم لقضاء ربك راضٍ بما قسمه لك، وأما عن الضيق وما يجده الإنسان من الهم والغم فهذا أمر لا حرج فيه ولا إثم فيه؛ فإن هذا ينال بني آدم بحسب فطرتهم وجبلتهم بل الأعجب من ذلك أن لهم في ذلك الأجر العظيم عند جل وعلا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما يصيب المسلم من نصب – أي تعب – ولا وصب – أي: مرض – ولا هم ولا حزنٍ ولا أذىً ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق على صحته.

فبيَّن صلى الله عليه وسلم أن المسلم يصيبه الهم والغم والحزن ولم يعب ذلك عليه، بل على النقيض تماماً، بيَّن أن هذا يكفر خطاياه ويمحق سيئاته، فإن الله جل وعلا لطيف بعباده خبير بفطرتهم، قال تعالى: (( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ))[الملك:14]، وهو يعلم ضعفهم وشدة حاجتهم؛ ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا)، فوجود الضيق والهم لا يتنافى مع وجود التسليم والرضا بقضاء الله تعالى، غير أنك لابد أن تلتفت إلى ضبط انفعالك، والاعتدال في الهم والحزن من هذا الأمر، فليس المطلوب انعدام الهم أو الحزن، فهذا صعب أو متعذر، وإنما المطلوب أن تخفف عن نفسك وأن تأخذ الأمر بشيء من الهدوء والرفق، خاصة وأن هذه الحالة التي لديك قد يكون للآثار النفسية سبب قوي فيها فانتبه لذلك وعامل نفسك بالرفق وعليك بالدعاء والتوكل على الله تعالى، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.
----------------------------------------
انتهت إجابة المستشار الشرعي الشيخ أحمد مجيد هنداوي تليها إجابة الدكتور أحمد محمود حسن عبد الباري، حيث قال:

ما هو السبب في إصابتك بالمثانة العصبية؟ هل هو تضرر النخاع الشوكي بسبب حادث؟ أم بسبب عيب في التطور أثناء النمو؟ حيث إنه قد تختلف الحالة باختلاف سببها.

يجب عمل جدول للتبول اليومي يبين كمية ومواعيد التبول وكمية السوائل المتناولة وأنواعها (خاصة الشاي والقهوة)، فقد تزداد الشكوى بسبب كثرة شرب هذه المشروبات، وعندها يكون تقليل شربها جزءاً من العلاج.

ويجب عمل تحليل للبول ومزرعة للبول ثم تناول المضاد الحيوي المناسب طبقا للمزرعة، كما يجب عمل موجات صوتية على البطن والحوض (لمعرفة سبب ارتفاع وظائف الكلية) وأشعة صاعدة من مجرى البول لمعرفة حالة المثانة البولية والتأكد من وجود ارتجاع للبول إلى الحالب أم لا؟ كما يجب عمل فحص ديناميكية التبول لمعرفة ما إذا كان هناك انقباض للمثانة البولية بدون داع وعندها يمكن البدء بتناول علاج يقلل انقباض المثانة مثل ال Detropan أو ال Detrusitol.

ولابد من إفراغ المثانة البولية بشكل كامل ( وذلك بمحاولة التبول بعد دقيقة من المرة الأولى للتبول)، بالإضافة إلى التقليل من السوائل قبل النوم (وهذا لا يؤثر على الكلى حيث إن الشرب مستمر سائر اليوم)، وإذا كانت المثانة لا يتم تفريغها تماماً فلابد من أن يدخل المريض قسطرة في مجرى البول لتفريغ ما تبقى من البول بعد التبول.

إن الماء إذا دخل جسم الإنسان فإن نسبة قليلة جداً منه تنزل مع البراز، أما الغالبية فيتم امتصاصها، وبعد ذلك يتحكم الجسم في الماء الممتص عن طريق إخراجه في الكلية إن لم يكن بحاجة إليه، أو حفظه في الجسم إن كان بحاجة إليه، وإن 50 - 60% من وزن الجسم عبارة عن ماء، و60% من هذا الماء يوجد داخل الخلايا أما ال 40% الأخرى فتتوزع كالتالي: 75% حول الخلايا و25% داخل الأوعية الدموية (بلازما).

عن أي شريط لاصق تسأل؟ هل لعلاج الآلام أم لتنظيم انقباضات المثانة البولية؟

لقد أجابك الشيخ عن الضيق النفسي، وأضيف بأن الحالة النفسية السيئة قد تؤثر سلباً على التحكم في البول، ويمكنك التغلب على هذه الحالة بالاستعانة بالله والدعاء بالشفاء، والنظر إلى نعم الله العديدة عليك، وتذكر أن هناك من هو أشد منك بلوى، ولكنه يصبر عليها ويكيف حياته عليها، وقد يكون هذا المبتلى كافراً لا يرجو من الله ما ترجوه من الثواب وتكفير الذنوب بسبب ما يصيبك.

المفروض أنك إذا وصف لك العلاج المناسب فإنه سيتم الحفاظ على كل من وظائف الكلية والتحكم في البول، لكن إذا كان هناك عدم تحكم لا يمكن علاجه، فليس هناك سوى الحفاظات أو القسطرة على شكل واق ذكري، وكلاهما له أعراض جانبية.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً