الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإنسان في سن المراهقة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا نهى خصاونة من الأردن، أود أن أعلق على مقال عن صمت المراهقين ومرحلة المراهقة.

مرحلة المراهقة مرحلة صعبة وحرجة، وهذه المرحلة الشاب يخبئ كل ما في قلبه وذاته ولا يصرح بشيء عن نفسه أو عن حياته، ويمر الشاب في هذه المرحلة بتغيرات جسدية وهو في سن البلوغ، أما الفتاة فالبطبع لا تصرح عن شيء بداخلها لأبويها، بل تصرح ما في قلبها لصديقتها مثلاً.

سؤالي الآن: إذا الشاب أو الفتاة مرا بأزمة نفسية أو مادية فلمن يلجآن والأبوان قد تخليا عنهما، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى خصاونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الأب الناجح هو أعز صديق لولده المراهق، وكذلك الأمر بالنسبة للأم مع ابنتها، والتربية الإسلامية لا ترضى هذا البعد عن الشباب في هذه المرحلة الهامة جداً في حياتهم، وقد لا نتفق على أن مرحلة المراهقة مرحلة فيها مشاكل إلا إذا حصل الإهمال من قبل الوالدين، وخاصة في المجتمعات المسلمة التي فيها رعاية للثوابت والقيم، بل ربما انتقل الطفل مباشرة إلى مرحلة الرشد والوعي، وهذا كان موجودا في المجتمعات التي يتربى فيها الولد على تحمل المسئولية كما هو الحال في بعض القبائل البدوية التي تحتفي بالولد بمجرد بلوغه وتسارع إلى أعفافه بالزواج.

وقد ذكر علماء التربية المسلمين أن هذه المرحلة يمكن أن تمر في سلامة وهدوء خاصة إذا حرصنا على تطبيق القاعدة الإسلامية، فلاعبنا الأبناء سبعاً وأدبناهم سبعاً وصحبناهم سبعاً.

ولا شك أن سبيل الشهوات والشبهات جلب الكثير من الأتعاب للشباب، وعقد مرحلة المراهقة، وصادف ذلك تقصيراً من الآباء واشتغالاً عن دورهم وبخلاً بعواطفهم الأمر الذي جعل الشباب والفتيات يرتمون في أحضان أصدقائهم أو يصبحون لقمة سائغة لتجار العواطف المحرمة.

أما بالنسبة لصمت المراهق فغالباً ما يكون ذلك بسبب عدم وجود من يفهمه أو بسبب قسوة الآباء والأمهات أو بسبب الخوف من الخطأ الذي يجلب له التوبيخ والتحقير والاستهزاء، وحبذا لو وجد الشباب التشجيع والاهتمام والحرص على توجيه طاقاتهم حتى تكون المراهقة مرحلة سوية، وقد ذكرنا أن التعقيدات المصاحبة لمرحلة المراهقة ما هي إلا إفرازات مرضية نتيجة لتعقد الحياة المعاصرة البعيدة عن شرع الله.

وقد جاء في الرسالة اللطيفة التي ألفتها الدكتورة/ فريال الأستاذ بعنوان البلوغ والمراهقة لدى البنات ما يلي:
يقول الدكتور عبد الرحمن العيسوي: (وجدير بالذكر أن النمو الجنسي في المراهقة لا يؤدي بالضرورة إلى أزمات، لكن النظم الاجتماعية الحديثة هي المسئولة عن أزمة المراهقة) ثم نقلت كلام (ما رغريت ميد) ونصه ( في المجتمعات البدائية تختفي مرحلة المراهقة وينتقل الطفل إلى الرشد مباشرة بمجرد إقامة حفل تقليدي له ثم تعهد إليه مسئوليات الرجل ويتزوج ويكون أسرة ) كما نقلت كلام الأستاذ / محمد قطب ونصه ( .... ثم يأتي البلوغ والمشكلة الكبرى التي تتحدث عنها كتب علم النفس والتربية في هذه الفترة وهي مشكلة الجنس، وليس للجنس مشكلة في الإسلام، فقد خلقه الله ككل طاقة حيوية ليعمل لا ليكبت إنه يقره مثل كل الدوافع ثم يقيم أمامها حواجز لا تغلف مجراها ولكن ترفعها وتضبط منصرفها، أشبه بالقناطر تقام أمام التيار (النهر) والجاهلية ( العالم الغربي يعترف بضرورة التنظيم والضبط لكل دوافع الفطرة إلا الجنس!! ).

وهذه وصيتي للآباء والأمهات بضرورة الاقتراب من أبنائهم وإعطائهم المعلومات الصحيحة والخوض في عالمهم، والاهتمام بمشاكلهم، وفتح أبواب الحوار معهم وإعطاء الإجابات النموذجية حتى لا يبحثوا عن الإجابات عند الآخرين، وقد يقعوا في شراك الأشقياء.

وليتق الله كل أب وأم ومعلم ومدرسة، ويتذكروا أن الله سبحانه سائل كل راع فيما استرعاه حفظ أم ضيع.

ونسأل الله أن يحفظ شبابنا.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً