الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا تفعل الفتاة تجاه شاب أعجبها حسن خلقه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ على المجهودات المباركة التي تبذلونها.
أحب أن آخذ رأي حضرتكم في موضوع خاص بي.

أنا فتاة أدرس في الجامعة كلية طب، وكنت في إحدى الجلسات النسائية مع إحدى صديقات والدتي، فأخذت تلك المرأة تحدثنا عن شاب متدين، وأخذت تسرد عنه القصص والمواقف النبيلة منه، مع العلم أنه ابن أختها، وبالفعل أخذت تلمح بطرق غير مباشرة أنه يريد زوجة صالحة تقية، وكثر الحديث عنه لنا وتعامل معه أخي وأبي وشهدوا له بحسن الأخلاق والدين، لكن المشكلة الآن هو أنني أعجبت بشخصيته وتمنيت أن يكون من نصيبي لحسن خلقه ودينه.

في الحقيقة يا شيخ، أنا لا أعلم كيف أتصرف؟

أخبرت أمي بما في نفسي ولكن ماذا تراها أن تفعل؟ فالأمر حساس، أنا وضعت أمام عيني موقف السيدة خديجة بما فيه من حكمة وعفة وحياء.

السؤال هو: ما هو التصرف الصحيح والشرعي في مثل هذه الحالات؟
علماً بأن خالته لم تفاتحنا رسميا بهذا الموضوع.

وجزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية الفردوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كلام صديقة والدتك عن الشاب في حضرتك فيه إشارة إلى أنها ترغب في أن تكوني من نصيبه، وإلا فلا داع لذلك الحديث، ومرحباً بك في موقعك.

وإذا كانت تلك المرأة صديقة لوالدتك فما المانع من أن تفاتحها الوالدة عند زيارتها لمنزلكم، يمكن أن تسألها عن أهله وعن ذلك الشاب، فإن ذلك سوف يدفعها للتقدم خطوة في هذا الاتجاه، ويمكن أن يكون هناك وسيط من محارمك أو من خالاتك أو عماتك.

ويمكن أن توصلي مشاعرك إليه عن طريق أخواته أو غيرهن من محارمه، ولا بأس من ذكر ما حصل في تلك الجلسة حتى يعلم أن سبب الرغبة في الارتباط هو كلام خالته عن الجوانب المشرقة فيه، ولا ترغب في صاحب الدين والخلق إلا من حسنت أخلاقها.

وعليك بكثرة التوجه إلى من يجيب من دعاه، واعلمي أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في هذا الكون إلا ما أراده الله، ونحن بدورنا نسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يحقق لك مقاصدك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله وبضرورة الحرص على طاعته واشغلي نفسك بذكر الله وتلاوة كتابه وحافظي على حجابك، وشكراً لك على روح العفاف والطهر، وهكذا ينبغي أن تكون الفتاة المسلمة، زادك الله حرصا وتوفيقاً ولن تخيب من تريد أن تتأس بسيدة النساء خديجة رضي الله عنها وأرضاها.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً