الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس قهري بخصوص التكرار والعد

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من وسواس قهري منذ سنوات، وبصراحة عقلي تعب، يرد على ذهني كلام أكرره كثيراً ( العد ) حاولت كثيراً أن أساعد نفسي للتخلص من هذه الحالة ولكن لم ينفع، أرشدوني لحل هذه المشكلة، وكيف يمكنني التغلب عليها وبأي الطرق؟ وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الوساوس القهرية حين تكون من النوع الطقوسي – أي تكرار أمر معين – يمكن علاجه أسهل من غيره، وذلك بأن تقومي بتحليل هذا الفعل، وفي هذا الحال هو التكرار والعد، حللي – ونعني بذلك التفكير والتأمل في أنه أمر سخيف وليس من المفترض أن تقومي به - ثم بعد أن تقومي بهذا التحليل أقنعي نفسك بأن العلاج ممكن، وأن العلاج متوفر، وأنه بيدك، ثم قومي بعد ذلك بالأفعال المضادة، قولي لنفسك: لن أكرر ولن أعيد!.

تخيري فكرة معينة كانت في السابق تقومين بتكرارها عدة مرات، سوف أكررها هذه المرة ثلاث مرات، وبعد أن تنتهي من تكرارها ثلاث مرات قومي بالضرب على يديك بشدة على جسم صلب كالطاولة مثلاً، بعدها قولي: لن أكرر أبداً.

هنا قمت بتكرار الفكرة ثلاث مرات فقط، ثم بعد ذلك أوقفتيها عن طريق فعل مضاد وفي هذه الحالة هو إدخال الألم على نفسك بواسطة الضربة الشديدة على اليد على جسم صلب.. كرري مثل هذا التمرين، بعد ذلك ستجدين أنك قد وصلت لقناعات أن هذا التكرار لا داعي له، بالطبع الأمر يتطلب الجدية ويتطلب التأمل الذهني والقناعة بأن هذه وسيلة علاج.. ربما يحدث لك بعض القلق والتوتر في الأيام الأولى ولكن سوف يقل هذا بعد ذلك.

وسيلة أخرى، وهي أن تكرري الفكرة مرتين أو ثلاث أيضاً ثم تقولي بعد ذلك: أقف أقف أقف... وهكذا.

وطريقة ثالثة وهي حين تأتيك فكرة معينة تودين تكرارها قولي: لن أكررها وسوف أستبدلها بفكرة أخرى كأن تقولي: أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم... ردديها عدة مرات، أي تكوني قد استبدلت الفكرة السابقة بفكرة أخرى أكثر فائدة، وبالطبع هذا سوف يقلل ويضعف من الفكرة الأولى.

هذه هي طرق العلاج المتاحة، وهنالك وسائل أخرى ولكن هذه الطرق البسيطة والأنجع والتي يستطيع الشخص لوحده دون إرشاد من قِبَل المعالج.

أرجو أن تطبقي التمارين مرتين أو ثلاث في اليوم، وتخصصي لها وقتاً لا يقل عن نصف ساعة في كل جلسة، ويكون التطبيق والممارسة في مكان هادئ.

الجانب الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي أيضاً فعال ويقوي العلاج السلوكي، ولكن يجب ألا يعتمد على الدواء فقط، فكرة العلاج الدوائي نشأت من أن الوساوس القهرية ناتجة عن بعض التغيرات الكيميائية والبيولوجية في الدماغ، ويحصل هذا التفكير للأشخاص الذين لديهم الاستعداد لذلك.

أكثر مادة تمت دراستها مادة تعرف باسم سيرتونين، لذا الأدوية التي تعطى هي من فصيلة الأدوية التي تؤدي إلى تنظيم إفراز هذه المادة، ومن الأدوية الطيبة الفعّالة وقليلة الآثار الجانبية هو الدواء المعروف باسم بروزاك، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم ( 20 مليجراماً )، ويفضل أن تتناوليه بعد الأكل حتى لا يؤدي إلى أي سوء في الهضم؛ لأن هذا واحد من الآثار الجانبية البسيطة التي تحدث مع هذا الدواء، خذي كبسولة واحدة يوميّاً لمدة أسبوعين ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.

إذن تطبيق التمارين السلوكية مع الاقتناع والجدية وتناول الدواء إن شاء الله تعالى تزيل هذه الوساوس بصفة دائمة.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً