الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير المعاصي على سجل الحسنات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنني -وبحمد الله- أعمل جاهداً لكي أُرضي الله عني، وذلك بالابتعاد عن المعاصي بقدر استطاعتي، والإكثار من الاستغفار والصدقة لكونها تدفع البلاء.

سؤالي هو: لقد وقعت في معصية وندمت كثيراً على ذلك؛ لأنني أعرف أن الندم من شروط التوبة والإقلاع عن المعصية، وهذه المعصية كانت بيني وبين الله عز وجل، فهل تلك المعصية ستؤثر على كل ما فعلته مع الله لكسب رضاه؟! وهل المعاصي تؤثر على سجل الحسنات عند الله عز وجل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelhak حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنيئاً لك بهذه النفس اللوامة، ونبشرك بأن صدق التوبة والإخلاص فيها يحول السيئات إلى حسنات، وقد قال رب الأرض والسموات: (فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ) [الفرقان:70]، والتوبة تمحو ما قبلها، و(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، والله سبحانه سمى نفسه تواباً ليتوب علينا، وغفاراً ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وهو سبحانه يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه.

وإذا كانت المعصية بينك وبين ربك الرحيم فأبشر فإن رحمته واسعة، وأرجو أن تتبعها بحسنات بينك وبين الله تمحو بها السيئات، فإن الله يقول: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) [هود:114]، وقال صلى الله عليه وسلم: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها).

لا شك أن المعاصي التي فيها حقوق للعباد هي الأخطر والأصعب؛ لأن حقوق العباد لابد من ردها، وقد يصعب ذلك، وفيها خصم من الحسنات؛ لأن يوم القيامة لا درهم فيه ولا دينار؛ لكنها الحسنات والسيئات، والمفلس في ذلك اليوم هو من يأتي بطاعات ولكنه لم يحافظ عليها فاغتاب وشتم وظلم، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار.

أرجو أن تعلم أن الذنوب والخطايا لو بلغت عنان السماء ثم لقي المسلم ربه لا يشرك بها شيئاً غفر له الغفور إذا تاب وأناب، فلا تحرم نفسك من الدخول في رحمة الله، ولا تستمع لوساوس الشيطان؛ لأنه يريد أن يدفعك لليأس والقنوط، ولا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون.

اعلم بأن الحسنة تعلو على السيئة، وأن الحسنة بعشر أمثالها، فاتق الله في نفسك وواصل مسيرتك في طاعة الله، وأبشر بالخير فإنك تؤجر حتى على همك وغمك، ونسأل الله أن يذهب عنك ما أهمك وأن يغفر ذبنا وذنبك، وشكراً لك على التواصل مع موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً