الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشخيص حالة طفل لا يستطيع النوم والأبواب مغلقة وكيفية معالجته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهنالك طفل في السابعة من عمره يخاف من النوم والأبواب مغلقة، وإذا أغلق الباب يظل يبكي حتى ينام.

وأما في الدراسة فإنه لا يمتلك ثقة في نفسه فلا يجيب إلا بمساعدة المعلم ولا يكتب على السبورة إلا بمساعدة المعلم، وإعطائه بداية الإجابة.

أرجو توضيح هذه الحالة وعلاجها؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ظافر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الطفل يحتاج إلى جرعات من العطف والأمن والتشجيع، وحاجته لتلك المسائل لا تقل عن حاجته للطعام والشراب، كما أرجو متابعة الأفلام التي يحضرها والقصص التي يسمعها، والطفل يتأثر كذلك بالمواقف التي تمر به أو بغيره.

كما نتمنى أن يحرص والديه على تأمينه، وذلك بأن لا يغلقوا عليه الأبواب، ولا يهددوه بالترك والتخلي عنه إذا فعل كذا وكذا، فإن بعض الآباء والأمهات يقول للطفل: إذا لم تفعل كذا سوف أنزلك من السيارة .. سوف أتركك وأمضي وأحجزك في الحجرة، وهذا له آثار سلبية وخطيرة لأن الطفل يشعر أنه هامشي، وأن أسرته التي يحبها يمكن أن تتخلى عنه في أي لحظة، ولذلك قالوا: إذا سأل الطفل وقال لأبيه: هل ستتركنا؟ أو هل ستموت؟ فإن ذلك لا يعني مجرد السؤال، ولكن ذلك يعني أن هذا الطفل يحتاج إلى أن نؤمن له جرعات من الأمن، وأن نبين له أننا لن نتخلى عنه، وأن الله يرعاه حتى لو توفي والده، وأنه سوف يجتمع بوالديه في الجنة إذا صلى وأطاع والديه وقرأ القرآن.

ولا مانع من إغلاق الأبواب بعد أن ينام، وفي الصباح نعلن للناس أن فلاناً أصبح بطلاً، وأنه نام والأبواب موصدة، وذلك دليل على أنه يستطيع أن يفتح الباب إذا أراد ذلك دون خوف أو تردد، ويستطيع أن يغلقه إذا شاء، وهكذا يكون البطل الشجاع واثقاً من نفسه.

ولا مانع من أن يتفهم المعلم قصته، ويعاونه ويعطيه أشياء سهلة ويحتفي بكل خطوة إلى الأمام، ويمكن أن نعطيه الدرس قبل زملائه، ونثني على إنجازاته حتى نجعله يحب المادة، ونقول: إن فلاناً اليوم سوف يخرج وحده ويكتب وحده وأنا متأكد أنه يستطيع أن يفعل ذلك.

ولا شك أن القصة الأولى مرتبطة بالثانية، وأن التشجيع ينفع حتى مع الكبير فكيف بالطفل الصغير، وأرجو أن تشعره بقدرته على النجاح، وتعلمه أذكار المساء والصباح، وتقدم له الهدايا عند النجاح، وتحرص على تعليمه كلام الفتاح فإنه خير عون على النجاح، وهو زاد أهل التقوى والفلاح، ومرحباً بكم في موقعكم، وشكراً لكم على الاهتمام والسؤال.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً