الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تربية الأبناء على التحدث بالفصحى

السؤال

السلام عليكم

كيف يعود الأب أولاده على التحدث بالفصحى؟ وهل تعود القراءة لهم من كتب الأدب عليهم بالنفع؟ وكيف نفيدهم من معين كتاب الله؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد الفتاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على اهتمامك باللغة العربية التي شرفها الله فجعلها وعاءً للقرآن والسنة النبوية، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

أرجو أن تعلم أن الله خلق في الإنسان قدرات صوتية هائلة يستطيع أن ينطق بها كل لغات الدنيا وجعل لكل قوم لساناً، وأكرمنا بلغة أوسع اللغات في دلالاتها وأحسن اللغات في وضوحها.

الإنسان يتأثر بنطق من حوله لأنه يخرج من بطن أمه لا يعلم شيئاً ثم يكرمه الله بالسمع والبصر، ومن خلال ما يسمع ويبصر يتكون العقل والفؤاد وينطق اللسان قال تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل:78]، ومن هنا يتبين لنا أن أول خطوات التصحيح هي أن نحرص على أن نسمعه النطق الصحيح ونجعله يستمع ويحفظ كتاب الله السميع، فإن القرآن يطلق اللسان ويرسخ العقيدة ويوسع المدارك، كما ينبغي أن ندعو الله أن يحل عقدة لسانه والدعاء سلاح عظيم.

لا يخفى عليك أن ممارسة اللغة هو الذي يرسخها، فلابد من أن نعود أبناءنا على النطق الصحيح ونتكلم معهم باللغة الفصحى ونكافئهم على التزامهم بذلك، ونشجع القراءة في السنة والآداب فإن الشعر هو ديوان العرب، ومن الضروري أن ندرسهم قواعد النحو والصرف، وأن نفتح أذهانهم ليتذوقوا فنون البلاغة.

لا شك أن وسائل الإعلام كان يمكن أن تؤدي دوراً عظيماً في هذا الجانب، لكن شرورها غير مأمونة بالإضافة إلى استخدام بعضها للعامية أو للمفردات السوقية، ولكننا نريد أن نقول أن هناك برامج تعليمية نافعة للصغار كما أن هناك محاولات جادة من الفضلاء للاهتمام بهذه الناحية، ونحن نتمنى أن تجد التشجيع والدعم والتأييد.

في الحقيقة لقد أسعدني هذا السؤال، وأبشرك بأن الأمر سهل إذا حصل التعاون ووجدت العزيمة، وقد درسنا على يد الدكتور يوسف سليمان الطاهر وانتفعنا من إصراره على التحدث بالعربية مع كل أحد، وتذوقنا معه حلاوة هذه اللغة وجمالها، ونسأل الله أن يكثر في أمتنا من أمثاله وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً