الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من فتاة صوتها أجش

السؤال

وقع اختياري على زوجة صالحة، لكن صوتها أجش، فهل أكمل الموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن صلاح الدين يغطي على كل النقائص والعيوب، ولن تجد على وجه الأرض امرأة بلا عيوب كما أنك لست بلا عيوب، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، فإذا وجدت في نفسك ميلاً للفتاة وقبولاً لشكلها فاقبل بها دون ترددk واعلم أن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

لا يخفى عليك أن رسولنا صلى الله عليه وسلم وجهنا بتوجيه عظيم فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).

من الذي ما ساء قط ** ومن الذي له الحسنى فقط.

قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء:19]. وإذا كانت صالحة فإنها مظنة الخير الكثير.

نحن ننصحك بالاستمرار في هذا الأمر، وأرجو أن لا تشعرها بأن صوتها أجش، وتذكر ما فيها من جوانب إيجابية، واحمد الله الذي وضع في طريقك امرأة صالحة.

لا يخفى على أمثالك أن الأهم هو حصول التوافق والانطباع الجيد والارتياح لرؤيتها وطلعتها، وأهم من كل ذلك ما فيها من صلاح ودين، فإن ذلك هو الجمال الحقيقي، لأنه جمال في الروح يستمر مع الأيام.

اعلم أن نعم الله مقسمة فهذه أعطيت وجهاً جميلاً، وأخرى منحها الله صوتاً عذباً، وثالثة ميزها بقوام متناسق، ورابعة ميزها الله بجمال مشيتها وتناسق حركتها وجسدها، فاحمد الله على ما وجدته في خطيبتك وأقصر طرفك على زوجتك؛ فإن الإنسان إذا أطلق لعينه العنان أتعبته المناظر وخالف شريعة العظيم القاهر، وارض بما قسم الله لك تكن أسعد الناس.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الإسراع في إتمام مراسيم الزواج، فإن خير البر عاجله، ونسأل الله أن يسعدك مع زوجتك وأن يكتب لكما السعادة والهناء، وأن يجمع بينكما على الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً