الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير طولي على زواجي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في 19 من عمري أدرس سنة أولى اقتصاد، تقدم لي شاب ملتزم والحمد لله، لكنني مترددة استخرت الله وارتحت له لكن هناك مشكلتان:
1/ ربما أنني أطول منه وهذا يضايقني.
2/ إنني أحب شخصاً آخر ولكن هذا ليس مهماً، لأنني أعلم أن أي علاقة قبل الزواج محرمة.
أرجوكم انصحوني هل أقبل أم لا؟ علماً أنه لا مانع عنده من إكمال دراستي، وهل يؤثر الشكل أو الطول على الزواج؟.. أنا حائرة فأرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amat allah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فلن تخيب من استخارت ربها، وشاورت أهلها، وقدمت من طرق الباب على الخداعين الذئاب، ونسأل الله أن يوفقك للخير والصواب، وأن يقدر لك الخير، وأن يمنحك من فضله إنه الوهاب.
ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك وشكراً لك على اختيارك وسؤالك.
وأرجو أن تعلمي أن أهم شيء هو حصول القبول والارتياح؛ لأن ذلك يعني أن الأرواح قد انسجمت وتآلفت، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
ولا شك أن الشاب تقدم إليك عن رغبة، وبعد تفكير، فاختارك من بين آلاف النساء، ولذلك فلا ضرر من طولك أو قصره، بل ربما كان هوى القصير أن يفوز بطويلة والعكس، وعموماً فالأمر هين والعبرة بدين الرجل وأخلاقه ثم بقدرته على تحمل المسئولية.
أما بالنسبة لعلاقاتك القديمة، فاكتمي خبرها حتى لو سألك إنسان عنها، فلا تخبريه، واجتهدي في الاستغفار، فإن الله سبحانه يقول: ((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى))[طه:82].
ونحن ننصحك بتقوى الله عز وجل، وندعوك بأن لا تترددي في القبول به، ولن يؤثر طولك وقصره في مستقبل علاقتكما طالما كان التفاهم موجوداً، وأرجو قطع كل صلة وعلاقة قدامه والإقبال على من تقدم لطلب يدك، واحفظي لسانك عن كل ما يمكن أن يؤذي زوجك، فلا تعيريه بقصره ولا تفتخري عليه بطولك، فليست العبرة بهذه الأشياء، وإلا فالفيل أضخم من الإنسان، والبعير أطول منه، ولكن التفاضل بين الناس إنما يكون بالتقوى والعمل الصالح، وقد أحسن علي في قوله: (ومقدار كل امرئ ما قد كان يحسنه).
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً