الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس قهري يصاحبه إمعان في التحليل والفهم والإدراك، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم

أنا شخص:

ـ حساس لا أتحمل أن أرى الأمور غير مرتبة في بيتي وفي عملي.

ـ بطيء الحفظ عميق الفهم والإدراك.

ـ أحلل القضايا التي تطرأ علي.

ـ لم أتحمل واجبات أسرية منذ طفولتي إلى أن بلغت 23 وعمري الآن 28، متزوج ـ لي خمس سنوات.

ـ وقع لي شلل أطفال وبقي بعض آثاره في مشيتي مما كان له الأثر على نفسيتي حيث أشعر بالنقص وأن الناس ينظرون إلى قدمي.

ـ فصيح اللسان.

ـ أفضل أن تخدمني زوجتي أكثر من أن تعبر بالقبلة.

ـ الأولوية عندي الفائدة لا الشكل.

ـ أتأرق بالسهر إذا جاء أمر ذو بال لدي.

ـ أتعامل بالرسمية غالباً عند من أعرفهم في مسجدي وكبار الناس.

ـ لا أتحمل النقد ولا أقدر على مواجهة الناقد.

-الذي يرد علي أحس بظلمه الشديد.

ـ لا أستطيع أن أبني علاقة ولا أستطيع أن أستمر عليها.

ـ مميز في دراستي.

ـ لا أرغب في المواجهة لمن ردني مرة لا أكرر عليه.

ـ لا يعجبني الإجمال وأسعى إلى التفصيل.

ـ دقيق الملاحظة.

ـ أرهق نفسي على حساب الآخرين.

فمن أي الشخصيات أنا يا دكتور؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بن محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الوصف الدقيق للشخصية الذي ورد في رسالتك وهذه السمات والصفات هي تنطبق على الشخصية الوسواسية القهرية، فهذه الشخصية تنطبق عليها هذه الصفات بالتمام والكمال، وبالتأكد إذا كانت هذه السمات بهذه الشدة فيها ما هو مفيد وما هو معيق، وأعرف تماماً أن التدقق هو السمة الرئيسية لأصحاب الشخصية الوسواسية، وربما يكون الإمعان في التحليل والفهم والإدراك يؤدي إلى شيء من البطء في الأداء، وهذا ربما يكون معيقاً بعض الشيء.

أيضاً دائماً الشخصية الوسواسية القهرية يكون لديها نوع من الحساسية حيال الآخرين وكذلك القلق النفسي المصاحب.

أرجو ألا تنظر لهذه الأعراض ولهذه السمات بسلبية، ولكن بالطبع لابد من محاولة التخلص من بعضها، ولابد من محاولة أن تجد ما هو معاكس أو يمكن أن يقلل من السمة المزعجة بالنسبة لك، هذا بالطبع يأتي بالتدريب والتمارين النفسية المتواصلة.

أنت كتبت هذه السمات بدقة فأرجو أيضاً أن تكتب السمات المضادة والمعاكسة لها، حاول أن تتمعن في السمات المعاكسة وتذكر أن هنالك نوعاً من البشر لديهم السمات المعاكسة أيضاً، قل لنفسك: أنا أريد أن أكون في المنطقة الوسطى، أنا أريد أن أكون بين هذا التشدد في سمات الشخصية وبين ما هو معاكس، وهذا بالطبع يعطيك بعض القناعات الإيجابية التي تجعلك أكثر مرونة وأقل وسواساً.

أود أن أقول لك أيضاً أن أصحاب الوساوس القهرية التي تكون سمة من سمات الشخصية لديهم الكثير من المثل والضوابط، وهذه المثل والضوابط تجعلهم كثيراً ما يحسون بالضيق وعدم قبول ما يقوم به الآخرون، ولكن لابد أن تكون هنالك سعة في الأمر ولابد أن تكون هنالك نوع من المرونة.

بالنسبة لما أصابك من شلل الأطفال -نسأل الله لك العافية- بالطبع هذه علة لكنها علة بسيطة جدّاً وهي حقيقة يجب ألا تمثل أي نوع من الشعور بالنقص أو الشعور بالدونية لديك، كن فعّالاً وكن إيجابيّاً، وأرجو أن أؤكد لك أن الناس لا تراقبك ولا ترصدك بالطريقة التي أنت ربما تتصورها في بعض الأحيان، وأنا في نظري أن الناس سوف ينظرون إليك بانبهار وإعجاب حين تكون في قمة الأداء والإجادة، فهنا تكون قد تغلبت على هذه العلة والصعوبات، وبتغلبك على هذه الصعوبات بالتأكيد سوف يُحمد كثيراً ويثنى عليه من جانب الآخرين، وأرى أن الذين ينظرون إليك بإيجابية هم أكثر من الذين ينظرون إليك بسلبية، كما أن الذين ينظرون إليك بإيجابية دائماً الذين يتمتعون بالأخلاق السامية والقيم الفاضلة، والذين قد ينظرون إليك بسلبية -وإن كانوا أقلية- بالطبع ليسوا من أصحاب السمات الطيبة.

إذن عليك بمزيد من الثقة في نفسك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً