الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أتزوج بمن أحبها ولكن دراستي تقف عائقاً أمام ذلك في نظر الأهل

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب مغربي أبلغ من العمر 22 سنة، وقد تعرفت على فتاة في الجامعة، وبعد ثلاثة أشهر من الصداقة نشأت بيننا علاقة حب ورغبنا في الزواج بعدما كنت والحمد لله سبباً في أن ترتدي الحجاب وجعلتها تداوم على الصلاة، والحمد لله كنا نتواصى بالصلاة دائماً رغم مغريات الحياة، ولكن أنا طالب ولن يقبل بي أبواها، وقد ناقشت الأمر مع والدتي فأجابتني بقولها: من أين ستنفق عليها؟ ومن أين ستسكنها؟!

مع العلم أن والدي مدير مدرسة وحالته المادية جيدة، وبدأت أحس بأنني لا شيء، وأن الحياة قاتمة في وجهي وكل الأبواب مسدودة في وجهي، علماً أن النفس والشيطان يحاولان معي لكي أسلك طريقهما، وأنا طالب وأمنيتي متابعة دراستي الدكتوراة وأنا متزوج بالفتاة التي أحب.

فأرشدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رشيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لم نكلف بجلب الأرزاق ولكننا أُمرنا بفعل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب الذي يرزق الإنسان وكافة الدواب، ويعين على الخير ويفتح لعباده الأبواب، ومرحباً بك في موقعك وشكراً على تواصلك.

وليت شبابنا علموا أن البداية الصحيحة لكل علاقة ناجحة يكون بالرباط الشرعي والإعلان، وليس ببناء جبال العواطف تحت ستار الغفلة والكتمان ثم إعلان الأمر بعد فوات الأوان وتدخل الشيطان، وغالباً ما يرفض ذلك الآباء والإخوان فتحصل الندامة والخسران.

والعاقل لا يمضي في طريق حتى يبصر نهايته، ولا يرتبط بفتاة إلا أن يعد ما يستطيعه من الأموال ثم يتوكل على الكبير المتعال كما أننا نتمنى أن يدرك الآباء حاجة أبنائهم للعفاف، وأنها لا تقل في أهميتها عن حاجتهم إلى الطعام والشراب، وأن من واجبهم معاونتهم على النكاح كما قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: (إذا علّم الرجل ولده الكتاب وحج به بيت الله الحرام وزوجه فقد خرج من حقه)، وقال الشيخ العثيمين رحمه الله: (يجب على من وسع الله عليه أن يزوج أولاده الذكور وأن ييسر زواج بناته)، وهذا إدراك منه رحمه الله لأهمية العفاف والطهر وتقديراً منه لما يتعرض له الشباب من شهوات وفتن.

ولذلك فنحن نقترح عليك ما يلي:-

1- كثرة اللجوء إلى الله.

2- الاقتراب من والديك والبحث عن من يحسن عرض وجهة نظرك من الأعمام أو العمات.

3- قطع العلاقة وتجميدها حتى تتمكن من وضعها في الإطار الشرعي المقبول.

4- سلوك سبيل العفاف وذلك بغض البصر والبعد عن أماكن وجود الفتيات.

5- مراقبة الله وشغل النفس بما يقرب إليه.

6- الانتباه لدراستك حتى تحقق التفوق.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإنه سبحانه وعد أهلها بتيسير الأمور فقال: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3]، ثم عليك بالصبر فإن العاقبة للصابرين، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً