الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخطبها أم أنتظر تكوين نفسي؟

السؤال


أنا أحب فتاة أصغر مني بأربع سنين، وهي طالبة في نفس الجامعة التي أدرس بها، وأنا الآن طالب في الجامعة، أكمل الدراسة بعد أشهر بسيطة، فهل يجوز لي أن أتفق أنا وهي على أن تنتظرني حتى أؤسس نفسي، وأبني مستقبلي؟ علماً أني قليلاً ما أرى فتيات محترمات مثلها في الجامعة، وهل صحيح أن الفتاة التي تحب شاباً ليس عندها أخلاق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا بد أن نفرق بين الحب والإعجاب، فإن معظم ما يحصل بين الشباب هو في الحقيقة إعجاب، وقد تعجب الفتاة برجل لدينه أو لعمله أو لأدبه أو أخلاقه، وهذا نوع من السمو إذا سيطرت على نفسها وكتمت مشاعرها، وكان إعجابها بالفضائل والمكارم، وليس بالشكل أو المال أو أي مظهر من المظاهر الخارجية التي لا كسب للإنسان فيها بل هي من الوهاب، أما إذا أعجب الفتى بفتاة لأخلاقها ودينها وصلاتها وخوفها من الله فهذا أيضاً لون السمو في الذوق والإدراك، وعليه عند ذلك أن يتقدم لطلب يدها إن كانت له رغبة، أو ينصرف عن تلك الخواطر بعد أن يتمنى لها التوفيق في حياتها، ومن المصلحة أن لا يشعرها بذلك حفاظاً على حياتها ودينها؛ لأن في ذلك عون لها على الثبات وأسلم لقلبها.

أما إذا كان إعجابه بتبرجها وعصيانها لله، فذلك خلل في ميزان الأخلاق عند الشاب، والعاقل يدرك أن الجمال الحقيقي هو جمال الأخلاق والأدب.

والإسلام دين عظيم لا يقبل بمشاعر الميل والإعجاب والحب إلا إذا كانت لأجل الغاية العظمى، علماً بأن الحب الحقيقي الشرعي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد بالطاعات ويتعمق بوجود الذرية وبالعشرة الطيبة، ويمتد في الحياة وبعد الممات، وقد يستمر في الجنة وهذا لمن أحسن العمل وقُبل عند الله عز وجل وأولئك الذين قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذريتهم)[الطور:21].

ونحن نتمنى أن تنصرف لدراستك، وننصحك بأن لا ترى المرأة إلا عندما تشعر أنك جاهز للزواج، فإن هذا عون لك على الطاعة والنجاح، وقد يصعب على الفتاة أن تنتظر المجهول، وإن رضيت بذلك فلن يرضى أهلها، ولا ننصحك بأن تكلمها بنفسك، فإن كان ولابد فاجعل بينك وبينها وسيطاً من محارمك من النساء أو من محارمها من الرجال، فإن هذا فيه رفع للحرج عنك وعنها، وهو الموافق لروح الشرع، فإن حدث بوادر التجاوب فاطرق باب أهلها فإن ذلك دليل على سموك وتمسكك بأحكام الشرع، وفيه رفع لقيمة الفتاة وصيانة لحيائها، وتتاح لك بذلك فرص واسعة للتعرف على أهلها وأحوالهم ودينهم، فإن رباط الزوجية ميثاق غليظ ومسئوليات جسيمة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأبشر فإن من يحمل هذه المشاعر من الفتيات لن يكن من أصحاب الأخلاق السيئة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً